عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كارثة وحلت، ومصيبة ووقعت، وكانت متوقعة ولكن ليس لهذه الدرجة. نعم لقد انتهى المدرج الأصفر، لم يعد هناك ما يسمى بجمهور الشمس، لقد غابت شمس الجماهير الصفراء مع غياب العمل الإداري والتخبط الفني وانحدار المستوى العام لفرق النادي بكامله، لقد شحت الفرحة وكثرت المصائب والمشكلات وكل يوم الجميع يصبح على مشكلة جديدة، إما دولية ومطالبات مالية ما لها أول ولا آخر أو قرارات انضباطية أصبحت تنهال على الفريق ونتج عنه حرمان أكثر من لاعب في مشاركة الفريق دورياً، واليوم المشهد أصبح واضحاً دون إيجاد براهين أو إثباتات، ولكم عبرة في اللقاء الأخير أمام الفيصلي والمبارة في وسط الرياض والنصر يلعب وعدد الأطفال الذين يحضرون الكورة أكثر من الجماهير النصراوية المتواجد، لقد كان منظراً صادماً منظراً لا يصدق وغير معتاد من جماهير الوفاء، وهذا الأمر حذرنا منه كثيراً ونبهنا ألا يصل الحال إلى هذه الدرجة ولكن ليس هناك استجابة ، مع الأسف أن يفقد الفريق الأصفر أهم وأقوى أسلحته المتمثلة في جمهوره ومدرجه الشمالي المدرج الذي ظل أكثر من نصف قرن يردح ويفرح ويحزن، ولكن لم يهجر ولم ينشف ولم يغادر إلا الآن مع هذه الإدارة، ومن وقت ليس بالقليل، ورغم الصدمات والكوارث والمديونيات والمشكلات إلا أنها لم تتعلم، وهذه نتيجة المكابرة والاستمرارية خارج العمل المقبول مما حدا بالجماهير العزوف بعدما يئست وأحبطت وتحملت ما لا يتحمله غيرها، لقد أطلق عليها أكثر من لقب معبر على قوة تحملها وصبرها وجلدها لأنها جماهير عاشقة ومحبة وانتماؤها لا حدود له، ولكن وصل الحال بها أن ترحل وقد يكون رحيلاً بلا رجعة.
نقاط للتأمل
- مؤسف أن يُفقد مدرج بحجم المدرج الأصفر مدرج نادي النصر الذي يُعَدُّ من أهم الأسلحة الموازية لكيان كبير وعريق وتاريخ، ولكن الملل واليأس عندما يحبط الإنسان تكون النتيجة الصد والحرمان، وهذا ما حدث لجماهير الوفاء جماهير نادي النصر الذي تقلصت وتراجع عددها ليس بسبب شح البطولات أو قلة المشاركات ولكن لأن قيادة الكيان لا تستطيع القيام في الحد الأدنى من مسؤولياتها، وقد يكون عدم التمكن من الحصول على الرخصة الآسيوية وحرمانه من المشاركة أحد أهم الأسباب ناهيك عن المشكلات المالية والمطالبات الدولية والقرارات الانضباطية، واليوم معظم الجماهير تودع مدرجها بحرقة.
-المصائب لا تأتي فرادى، فلم تفق الإدارة النصراوية من استلام خطاب لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم بضرورة سداد مبلغ يقدر بخمسة ملايين وستمائة ألف ريال لصالح المدرب السابق الإيطالي كانافارو إلا وتتلقى إدارة النصر خطاباً من الاتحاد الدولي يلزمها بدفع مبلغ مليون ومئتي ألف يورو لصالح نادي إف سي تفتيني الهولندي والذي يملك بطاقة اللاعب المغربي يونس مختار والذي سبق أن مثل النصر، إضافة إلى مبلغ أربعة آلاف يورو تمثل مرتبات متأخرة للاعب. والسؤال المطروح اليوم إلى متى؟ ومن سيقفل جميع هذه الملفات المعلقة؟ وما خفيّ كان أعظم، انتظروا فقط وستشاهدون.
- هل بدأ العد التنازلي للفريق الأزرق الهلالي؟ تعادل بطعم الخسارة مع الفتح ومن ثم خسارة من الفيحاء دون تقديم أي مستوى، واذا ما استمر على هذه الحالة وتخبط مدربه والاستمرار في سياسة التدوير العقيمة إضافة إلى مستوى بعض اللاعبين والذي تشعر فيه نوعاً من التعالي رغم العودة بخيبة أمل من البطولة الآسيوية ويجب أن يدرك لاعبو الهلال وأجهزته الفنية والإدارية أن المباريات المؤجلة ليست مضمونة وأن النقاط قد تتطاير ويفقد الفريق بريقه، فقد يكون التخدير الإعلامي وإيهامه بحصوله المبكر على بطولة الدوري قد تخللت للبيت الهلالي، وهنا يفقد كل شيء ولا يحصل على تمر اليمن ولا عنب الشام.
-انتعش الفريق الشبابي بعد الوقفة الشرفية وحل بعض الأمور المالية وخاصة المتعلقة في اللاعب الأجنبي، وقد يكون صعوده تدريجياً، وهنا تكون عودته صادمة للفريق الاتفاقي الذي يقبع في المؤخرة مع نادي الرائد والذي لم يتجاوز الأخير من البداية، وإذا ما استمرت المستويات ونتائج اللقاءات على المستوى نفسه فقد يكون ضيوف الدوري الفيحاء واحد المستمرين للموسم القادم مع الكبار، ولكن ما يحدث في فارس الدهناء ليس ببعيد عما يحدث لفارس نجد رغم اختلاف المراكز.
خاتمة:- اللهم احفظ بلاد الحرمين من عبث العابثين وكيد الظالمين ودم عليها الأمن والأمان يا عزيز ويا رحمن.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر صحيفة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.