«الجزيرة» - روما:
برعاية سفارة المملكة في روما أقامت الملحقية الثقافية السعودية يوم الاثنين 18 كانون أول - ديسمبر تظاهرة ثقافية احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وذلك بالشراكة مع جامعة نابولي، والتي تعد أقدم جامعة حكومية في العالم، وهي تشمل أقاسم للعلوم الإنسانية وتعنى بتعليم اللغة العربية وآدابها. وقد تناولت هذه التظاهرة محاور مختلفة منها اللغة العربية والتراث الحضاري الإنساني، وإسهام اللغة العربية في العلاقات الثقافية، اللغة العربية ولهجاتها: التصنيف والأطالس اللغوية وكتب النحو، واللغة العربية وأنواعها الأدبية كعلوم اللسانيات وعلم اللغة والشعرن ومواضيع لغوية في علم النقائش والفلسفة والقانون.
وكان القائم بأعمال السفارة الأستاذ فيصل بن حنيف القحطاني قد بدأ بكلمة رأى فيها أن من شأن هذا اللقاء الماحفظة على دور اللغة العربية بصفتها أهم منابع الحوار والتنوع الحضاري، كما تأتي هذه الفعالية تعزيزاً من الجانبين السعودي والإيطالي لأهمية القيم المشتركة للإنسانية جمعاء أولاً؛ ثم لتأكيد روح التعاون بين مؤسسات التعليم والثقافة في البلدين لبحث وتقصي القواسم بين هذه الأوساط المعرفية والأكاديمية وما ستعكسه من مخرجات لأمتين شهدتا حضارات امتدت على مدى العصور.
كما أشاد بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين -حفظهما الله- للغة العربية، وأن ذلك يعد تجسيداً لما وصلت إليه هذه اللقاءات الخلاّقة والهادفة، وما أنتجته من عوائد نيرة، ومنها هذه الاحتفالية التي يُشارك فيها أساتذة ومفكرين من البلدين الصديقين قد أنجزوا بأمانتهم العلمية للغة العربية الكثير موفين لها المكانة المرموقة ووسعوا معارفها، وهي في هذا اليوم العالمي محل أطروحاتهم التي من شأنها أن تنوع المدارك بالبحث والنقاش كما ستكون لحوارتهم وآرائهم الأثر الإيجابي والذي نأمل أن يكون بذرة عمل دائم ومستمر نحو التعاون. وأشار أخيراً القحطاني إلى صعوبة تأصيل أزمنة ظهورها، موضحاً أنه لم تشهد هذه اللغة عبر عمرها المديد أي تقهقر أو تراجع في قوتها ونفوذها البالغَيْن، فما قدمته للإنسانية قاطبة من شواهد بارعة في التعايش والنقل العملي والثقافي يفوق الحصر والوصف، جعلها قادرة على الوصول للآخر، فهي تملك مقومات عالية ومقدسة، لكونها أولاً لغة القرآن الكريم، كما أنها لغة أدب وثقافة أمة لم تنقطع يوماً في لسانها الفصيح.
وكانت رئيسة جامعة نابولي السيدة الدكتورة إيلدا مورليكيو قد افتتحت الجلسة بتأكيدها على بقاء اللغة العربية حيّة وحاضرة في الحضارة، بل كانت محركاً أساسياً في العلوم والثقافة، منوهة بالثقافة العربية وأصولها المتجذرة في التاريخ بفضل هذه اللغة. وأشادت بهذا اللقاء بين الإيطاليين والسعوديين من الجامعات والمؤسسات المعنية باللغة العربية، وأنهما يمثلان لبنة جديدة في التعاون والحوار.
من جانب آخر تحدث الملحق الثقافي السعودي الدكتور عبدالعزيز بن علي الغريب عن أهمية هذه التظاهرة لكونها تواكب اليوم العالمي للغة العربية وتتوافق مع توجهات المملكة التي أنشأت عشرات المعاهد والكليات المعنية في المقام الأول باللغة العربية وتعليمها.
ولفت الغريب إلى أن رؤية المملكة 2030 انطلقت من تراث الوطن ومن ثقافته؛ لذلك كانت اللغة العربية هي الأصالة بصفتها لسان ثقافة المملكة ومنهجها فغدت رائدة بأدوارها عالمياً؛ ومثلت مكانتها في العالم خير تمثيل، لذلك كانت لغتها هي الأساس في رؤيتها 2030 لإكمال خطواتها القادمة وترسيخ هويتها.
يذكر أنه شارك من الجانب الإيطالي أستاذة الأدب العربي بالجامعة الدكتورة مونيكا روكو، وأستاذة اللغة العربية بالجامعة الدكتورة فرانشيسكا بيلينو، ومن الجانب السعودي تحدث عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحربي.. وقد كانت ورقته بعنوان: «اللغة العربية والتراث الحضاري الإنساني»، بينما شارك أستاذ النحو بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفيصل بورقة عنوانها «إسهام اللغة العربية في العلاقات الثقافية».
وقد شهدت هذه الفعالية معرضاً لبعض الإصدارات المعنية بنشر اللغة العربية وتعريف بؤسساتها في المملكة، وقد حظيت بحضور كبير من أكادميين وطلبة إيطاليين يتلقون تعلم اللغة العربية في جامعة نابولي.