رقية سليمان الهويريني
في هذا الوطن كلنا متساوون، نعيش جميع الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ مما يتطلب الانحناء لمواجهة العواصف والتحديات والصعوبات التي تواجه وطننا، والاستعداد التام لاستقبال نهضة تنموية قادمة.
أقول ذلك بعد ظهور حالات من المزايدات الوطنية والمشاعر الشعبوية من قبل بعض الكُتَّاب بسبب الإجراءات الحكومية التي تناولت رفع الدعم عن بعض الخدمات! برغم أن هذه المرحلة تحتم عدم الحماس مع بعض المطالب الشعبية طالما نتطلع لتجاوز الأزمات بما يحقق التنمية المستدامة! وللأسف فإن تلك المشاعر تحمل قصر نظر، وذات دلالة على أنانية تسيطر على قلوب البعض مما يجعلهم يخرجون عن الإطار الوطني ويطلقون عبارات لا تليق بما نحن مقبلون عليه من تصحيحٍ للأوضاع في جميع المجالات!
والحق أن الدعم الحكومي للطاقة والمحروقات سابقاً جاء في مرحلة كانت فيها أعداد السكان محدودة، وأسعار النفط مرتفعة، ولعله جاء الوقت كي لا يستوي أصحاب الدخل المتورم مع أصحاب الدخل المحدود في الحصول على الخدمات المدعومة. كما أن رفع الدعم سيجعل المجتمع راشداً باستخدام الطاقة وحكيماً باستعمال المحروقات ومتزناً بوقف الهدر الحاصل حالياً.
وإن كانت الحكومة قد أجزلت العطاء ودللت جميع مواطنيها حين كانت أعدادهم محدودة ـ وكانوا يستحقون بلا شك ـ فإن الوضع الحالي يتطلب الحزم أمام الزيادة الهائلة في عدد السكان، وتفشي البطالة، والاستهتار باستخدام الموارد المائية والطاقة الكهربائية ووسائل المواصلات. وإن لم تراعِ الأسرة السعودية ذلك فإنها ستواجه مشاكل كبيرة! لذا فقد حان الوقت لمراجعة أمور كثيرة؛ منها مساحة السكن بما يناسب عدد أفراد الأسرة وإيراداتها، وضرورة تنظيم النسل والتخطيط للمستقبل، والأخذ بالاعتبار أن الحكومة لن تستطيع تدليل جميع فئات شعبها، ما لم يساهموا معها في تحمل مسؤوليتهم تجاه وطنهم!
هذا المقال غير شعبوي، ولن يجعلني محبوبة ولكن أرجو أن أكون منصفة!