«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بالأمس أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- الميزانية الجديدة للدولة. والإعلان عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة عصف بكل تلك الإشاعات والمقولات والتوقعات أن المملكة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة. وأنها تواجه تحديات كثيرة من أجل المحافظة على اقتصادها ورفاهية شعبها بل هناك من راح يتوقع ان عجزا كبيراً سوف تواجهه مختلف وزارات الدولة وقطاعاتها المختلفة. نظراً لتراجع عائدات النفط، ومع هذا ورغم هذا نجد الميزانية التي أعلنت وحملت أكبر برنامح إنفاق حكومي في تاريخ المملكة، كما أشار إلى ذلك سمو ولي العهد الأمين محمد بن سلمان في تصريحه الصحفي الذي حمل إشارات قوية على رسوخ جهود الدولة في مجال تحسين إدارة المالية العامة رغم تراجع أسعار النفط بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية. هذا وفي تاريخ ميزانيات دول العالم ميزانيات محدودة وميزانيات متوسطة وثالثة فوق المتوسط حسب ظروف كل دولة في العالم إضافة إلى مايحدث في العالم من تداعيات انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد في كل دولة خاصة التي ليس لديها موارد أخرى تستطيع أن تعوض به هذا النقص لذلك عانت العديد من دول العالم من ظاهرة انخفاض أسعار النفط على ميزانياتها وما كان له من تأثير كبير على مسيرة الاقتصاد والتنمية في دول عديدة. والمملكة مثل غيرها عرفت أيضا تأثير هذا الانخفاض وما سببه من تراجع إيرادات الدولة، لكنها وبفضل الله وحكمة القيادة استطاعت أن تجاوز هذا التراجع وذاك الانخفاض بحكمة وروية. وهاهي تفاجئ العالم بالإعلان عن ميزانية هي «الأكبر» في تاريخ المملكة وفي هذا العهد المتميز. وهذه الميزانية تجسد لنا بوضوح كيف عرفت القيادة ان تسير وتقود عجلة الاقتصاد نحو الطريق الصحيح. لتعلن للجميع أرقاماً لم تخطر على بال المتابعين والمراقبين وحتى المحللين الماليين. اللهم إلا من سبر غور الاقتصاد السعودي الذي يسير بثبات وحكمة قيادته. وهذا ما أكده سمو ولي العهد عندما أشار إلى: أن ميزانية 2018م التوسعية تضمنت مجموعة شاملة من المبادرات التنموية الجديدة، التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي الذي رسمت ملامحه (رؤية 2030) من خلال تحفيز القطاعات الاقتصادية الرئيسية مما يساهم في توليد فرص العمل وتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين وتنمية مشاريع البنية التحتية.. والمواطن الذي تابع الإعلان عن الميزانية الجديدة وكلمات خادم الحرمن الشريفين التي أشارت خلال رئاسته للجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء لإقرار الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1439-1440هـ، والتي عقدت في قصر اليمامة بمدينة الرياض. وأشار خادم الحرمين في كلمته بهذه المناسبة إلى أن الميزانية الجديدة تم إقرارها بأسعار نفطية متدنية، مؤكداً مواصلة مسيرة التنمية والتطوير نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تم في إطارها إطلاق 12 برنامجا، كما تم تقليل الاعتماد على النفط ليصل إلى نحو 50 في المئة. والمواطن الذي تابع ذلك يشعر بتفاؤل وثقة في أن الميزانية هي ميزانية خير وبركة، حيث عكست هذه الميزانية التي تعتبر أكبر ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية أن اقتصادنا الوطني استطاع رغم انخفاض أسعار النفط أن يقف بقوة وثبات مستشهداً بصدور الميزانية العامة للدولة بهذا الحجم الكبير من الارقام. وليتطلع الى أن تحقق له هذا الميزانية ما يتطلع اليه من حياة آمنة مستقرة. وخدمات متكاملة في ظل اهتمام القيادة الحكيمة.