فهد بن جليد
أكثر من 80 مرة حاولت فيها ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن - عبثاً - استهداف مناطق آهلة بالسكان في السعودية بالصواريخ الإيرانية، في كل مرة كان الفشل مصير هذه الصواريخ البالستية التي استهدفت الشريط الحدودي السعودي، مروراً بأقدس البقاع الإسلامية في مكة المكرمة، ووصولاً للرياض العاصمة في آخر وأحدث هذه المحاولات الفاشلة والقذرة التي تهدد أرواح الآمنين، وتخالف الأعراف والقوانين العالمية والإنسانية، وهي بمثابة فرقعات إعلامية لا أكثر يحاول من خلالها هذا التنظيم الإرهابي، ومن خلفه القنوات الإيرانية والعربية الموالية له، تحقيق مكاسب إعلامية وتصوير قوة (كرتونية كاذبة) مُعادية للمملكة، مع علمهم أنَّ السعودية - بفضل الله - تملك قوة ردع جوية عالية المستوى، قادرة على حماية بلادنا ومواطنيها من خطر هذه الصواريخ العشوائية، إضافة لحماية أكثر من 12 مليون مُقيم يعملون بأمن وأمان داخل المملكة من مُختلف الجنسيات.
هذا العمل العبثي والعشوائي الجبان يؤكد مُجدداً - للعالم أجمع - خطر هذه الميليشيات الإرهابية التي يدعمها نظام ولاية الفقيه الفارسي في طهران من أجل نشر الفوضى في اليمن بعد الانقلاب على الشرعية فيه ومن ثم قتل علي عبدالله صالح، وتهديد أمن وسلامة دول المنطقة، وهو ما يمنح مزيداً من الشرعية والتأييد العالمي لما تقوم به قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، لصدِّ هذه الميليشيات الإرهابية وتحييد خطرها على الشعب اليمني والمنطقة، وإعادة الشرعية لليمن وفق القرارات الأممية.
لقد بات واضحاً أنَّ هذه الميليشيات الإرهابية - المدعومة من إيران - تنتهك قرارات الأمم المتحدة، باستخدام المنافذ المُخصصة للأعمال الإغاثية في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الداخل اليمني - وهو ما أكدت عليه أكثر من مرة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن - مما يتطلب موقفاً جاداً من المجتمع الدولي، ومن المنظمة العالمية ومجلس الأمن تحديداً، للقيام بدور أكبر لحماية الشعب اليمني، ومنع استغلال هذه المنافذ لهذه الأعمال غير الإنسانية والإرهابية، وقد ثبت عالمياً أنَّ إيران تنتهك القوانين الدولية وتُصدِّر الأسلحة إلى الميليشيات الإرهابية لتهديد المدنيين واستهدافهم، وتنتهج بذلك سلوكاً إرهابياً مُعادياً للسلام والأمن والاستقرار في العالم، وهو ما يجب لجمه ووقفه.
لقد شاءت قدرة الله، أن يتضح قزم هذا الفعل الإجرامي أمام عظمة المملكة قيادة وشعباً، والثقة الكاملة في جنودنا المرابطين وقوات أمننا، حيث تزامنا آخر ( صاروخين استهدفا الرياض) مع مُناسبتين وطنيتين، الأولى في 4 نوفمبر مع القرار التاريخي بمُحاربة الفساد وخطواته العملية التي باتت حديث العالم، والثانية في 19 ديسمبر الجاري مع إقرار أكبر ميزانية في تاريخ السعودية، لقد كان السعوديون في كل مرة على الموعد، أكبر بكثير من هذا العبث الحوثي الإيراني الفاشل لتتحطم أحلام هؤلاء على صخرة الثبات السعودية، عندما مضينا نحو الحياة دون أن تؤثر علينا هذه الأفعال القذرة، تاركين لغة الرّد لرجال عاهدوا الله على حماية كل شبر من أرضنا، ونالوا بذلك ثقة الوطن والأمة.
وعلى دروب الخير نلتقي.