«الجزيرة» - علي الصحن:
تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام بالذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والذي تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثالث من ربيع الثاني لعام 1436هـ، وتحل هذه الذكرى الغالية على الوطن ومواطنوه وسط استقرار سياسي واقتصادي يرفل به هذا البلد الكريم، وسط عالم يموج بمتغيرات وظروف ومعطيات مختلفة، وتحل ذكرى البيعة الثالثة والوطن الغالي بقيادته الرشيدة يزهو بفخر، ويواصل النمو بحب، وينشر الفرح ويزرع البهجة ويبث الدفء في قلوب مواطنيه وساكنيه وقاصديه، ويرفل من خير إلى خير في خير.. يمتد في علو حتى عانق عنان السماء، ويمتد في عشق حتى لازم شغاف القلب، ويمتد في ولاء تجدده المواقف والأحداث، ويمتد في انتماء يصلح أن يكون قصة لا تتكرر على غير هذه الأرض ترويها الأجيال للأجيال، وترويها محبة المواطن لمليكه وقيادته ومكونات وطنه.
ذكرى البيعة المباركة للملك الغالي ذكرى غالية يعيد فيها الجميع قراءة سيرة الملك المفدى وما قدمه لوطنه من أعمال وإنجازات سواء في فترة حكمه السديد، أو في المناصب الأخرى التي خدم فيها الوطن وأفنى عمره - حفظه الله - في العمل من أجله والمساهمة في بنائه لبنة لبنة، حتى أصبح في طليعة بلاد العالم ومقصد الكثير من الناس من مشارق الأرض ومغاربها.
يأتي اليوم الوطني الـ87 والوطن يخطو حثيثاً نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي والترفيهي من أجندتها بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه، وتعزيز مكاسبه.
في الجانب الرياضي تحل ذكرى البيعة الثالثة للملك الغالي ومازال الوطن يعتمر الفرحة ببلوغ المنتخب الأول مونديال 2018 بعد غياب مونديالين متتاليين، وتحل ذكرى البيعة ورياضتنا تتقدم بخطوات وثابة للمنافسة في كافة البطولات والألعاب، وكتابة سيرة مجد جديدة لرياضة ظلت ملء السمع والبصر حيناً من الدهر.
خلال الأشهر الماضية وبتوجيهات القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل، صدرت سلسلة من القرارات التي هدفت إلى تطوير الرياضة، وقيادتها في الطريق الصحيح، والتأكيد على عودتها إلى جادة التفوق والقضاء على كل ما من شأنه التأثير عليها وعلى ممارسيها.
في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بدأ العمل برؤية 2030.. والتي لم تغفل الجانب الرياضي من أجندتها حيث تضمنت أن «من التزاماتنا أن نكون داعمًا لوسائل ترفيه هادفة للمواطنين.. سنقوم بزيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية وتنويعها للإسهام في استثمار مواهب المواطنين، وسنطور الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية وتسجيلها رسميًّا، وسنطلق البرنامج الوطني (داعم) الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الرياضية والثقافية، ويوفر الدعم المالي اللازم لها، وينشئ شبكات وطنية، تضم النوادي كافة، بما يساعد في نقل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية لهذه الأندية، وزيادة الوعي بأهميتها».
وبحلول عام (1442هـ - 2020م) سيكون هناك -بإذن الله- أكثر من (450) نادي هواة مسجلاً، يقدِّم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية منظمة وعمل احترافي، وزيادة نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيًّا من 13 % إلى 40 %.
هذه اللمحات والأرقام تعكس كيف يفكر المخططون لمستقبل شباب البلد ورياضته، وتؤكد أن التخطيط للمستقبل لا ينفك عن العمل للحاضر، وأنهما يسيران بخطين متوازيين لتحقيق أهداف مشتركة قصيرة وبعيدة المدى دون تداخل أو تصادم أو تضاد أو تأثير خط على آخر. إن التخطيط لتطوير الرياضة السعودية من خلال برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 بدأ مبكرًا، وظهر من خلال خطوات عدة، وضعت السطور الأولى لتطوير الرياضة، وتقديمها بشكل مختلف، ونحن تستذكره في هذه الذكرى الغالية من أجل أن نقول للمواطن والمقيم كيف تعمل القيادة من أجل المستقبل، وكيف ترسم له، حتى تكون جاهزة دون عقبات في مقبل الأعوام، وحتى تكون قادرة على مواجهة أي تحديات تواجه المخططين والمنفذين في عالم يموج بالتحديات والمتغيرات التي لا يمكن أن يتصدى لها إلا من بدأ مبكراً وخطط لمستقبله في وقت مناسب.
في شأننا الرياضي، صدرت سلسلة من القرارات العليا التي هدفت القيادة -يحفظها الله- من خلالها إلى إصلاح القطاع الرياضي، وضخ المزيد من الدماء في أوردته، والسعي به إلى آفاق أوسع، تنقله من دائرته المالية الضيقة، وندرة موارده، وعدم قدرته على مواجهة المصاريف، فضلاً عن ترشيدها، إلى محل استثمار واسع، يضمن تدفق الإيرادات بشكل منتظم، ويمنح رجال المال فرصة تقديم ما لديهم من أفكار تطويرية واقتصادية، ويتوج جهود الدولة الساعية إلى جعل الرياضة أحد الموارد المالية الجيدة، بدلاً من كونها تستنزف المال على الدوام.
قرارات عليا في الشأن الرياضي
في هذا العهد المبارك صدرت سلسلة من القرارات التي تؤكد أن المشرع يخطط بهدوء لنقلة تكون حديث الناس، وتصنع اختلافًا، يلاحظه الجميع، ويؤطر لمستقبل يزهو به الجميع، وضمن ذلك:
* تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة عامة للرياضة.
* إعادة هيكلة القطاع الرياضي وصندوق تنمية الرياضة حيث أعلن مجلس الشئون الاقتصادية في الثالث عشر من نوفمبر 2016 (13 صفر 1438) ضمن مناقشته موضوع إعادة هيكلة القطاع الرياضي وتطويره وتنميته، بما يخدم تنافسية الرياضة في المملكة على كل الأصعدة، وفي حينه وجَّه المجلس الهيئة العامة للرياضة والجهات المعنية الأخرى باتخاذ ما يلزم لإنشاء صندوق تنمية الرياضة.
* تخصيص الأندية القرار التاريخي وهو ما يعد تتويج القرارات المتلاحقة لدعم النشاط الرياضي وتحريك مياهه الراكدة ذات العلاقة بالمال والاقتصاد، ومده بمفاصل جديدة، تعينه على التحرك بديناميكية أكثر، وتمنح أهل الرياضة المجال لمصافحة أهل الاقتصاد، وتقديم عمل يخدم الوطن وأهله، كان بقرار مجلس الوزراء التاريخي الذي صدر في الحادي والعشرين من نوفمبر 2016 الماضي (21 صفر 1438)، الذي أعلنت فيه الموافقة على تخصيص الأندية الرياضية التي تشارك في بطولة الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم (دوري المحترفين)، وتحويل الأندية الرياضية، إلى شركات بالتزامن مع بيعها. وتتولى الهيئة العامة للرياضة منح هذه الشركات تراخيص وفق شروط تضعها لذلك.
إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية
في أبريل الماضي أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، وذلك بمنطقة (القدية) جنوب غرب العاصمة الرياض، التي تعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلومترًا مربعًا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى.
ويضم المشروع أربع مجموعات رئيسية، هي: الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة والإسكان والضيافة؛ إذ يوفر المشروع بيئات مثالية ومتنوعة، تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق وتجربة برية ممتعة، إضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام، ومسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق بأفضل المعايير والمواصفات العالمية الراقية بإطلالة ساحرة وتصميم أنيق؛ وذلك لتوفير المزيد من الراحة والانسجام للزوار.
قرارات تاريخية لهيئة الرياضة واتحاد الكرة
في التاسع عشر من سبتمبر الماضي صدرت عن هيئة الرياضة واتحاد كرة القدم حزمة قرارات هدفت إلى تطوير منافسات كرة القدم، ورسم توجه جديد وجاد لإدارتها ورفع كفاءة ذلك، مع دعم الأندية وتحريك الراكد بشأن مقارها ومشاريعها، يأتي ذلك كله بدعم من القيادة الرشيدة
1 - إلغاء مسمى دوري جميل للمحترفين وتغييره بمسمى الدوري السعودي للمحترفين.
2 - إلغاء بطولة كأس ولي العهد اعتباراً من الموسم الحالي وإطلاق مسمى كأس ولي العهد على المباراة التي ستجمع الاتحاد والهلال في كأس السوبر.
3 - رفع مكافآت كأس الملك إلى 10 ملايين ريال للمركز الأول و5 ملايين ريال للمركز الثاني.
4 - إطلاق اسم الأمير فيصل بن فهد على منافسات دوري الدرجة الأولى.
5 - تغيير مسمى دوري الأمير فيصل بن فهد لفئة الأولمبي ليصبح الدوري الأولمبي على أن تتم إعادة هيكلة مسابقات الفئات السنية بنهاية الموسم.
6 - بناء على ما رفعه رئيس الاتحاد السعودي من تراكم مكافآت الحكام فقد وجه معاليه بتشكيل لجنة لوضع الحلول خلال شهر من تاريخه.
7 - تم تكليف الاتحاد السعودي لكرة القدم بتقديم دراسة حول إيجاد برنامج متخصص لابتعاث المدربين الوطنيين وفق معايير دقيقة.
8 - الموافقة على تسجيل لاعب واحد من مواليد المملكة خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة للموسم الحالي لأندية المحترفين ولاعبين لأندية الأولى.
9 - تشكيل لجنة لحصر المنشآت المتعثرة والمشاريع المتأخرة ومسببات ذلك والآلية المناسبة لمعالجتها خلال ثلاثين يوماً.
10 - تشكيل لجنة للتحقيق في تسليم بعض المنشآت دون اكتمال أعمال أو ترسية عقود الصيانة وسيتم العمل على ذلك خلال شهر من تاريخه.
11 - البدء في دراسة عاجلة لمستشفى الأمير فيصل بن فهد الطب الرياضي وإعادة فتحه وتشغيله والعمل على استقطاب أفضل الكوادر.
12 - تقديم دراسة خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً حول تحسين بيئة الملاعب وترقيم المقاعد وربطها بالتذاكر الإلكترونية.
13 - العمل على إكمال إجراءات إطلاق اتحاد الإعلام الرياضي بهدف تنظيم كل ما يخص هذا الجانب وفقاً للائحة المتفق عليها.
وقد صدرت إثر ذلك عدد من القرارات وتشكيل العديد من اللجان التي تهدف إلى وضع هذه القرارات تحت حيز التنفيذ، وهي قرارات يتضح منها الرغبة في تطوير الرياضة والرفع من شأنها ومن قيمة منافساتها، مع خلق الفرص الكافية لذلك، ووضع حلول لكافة المشاكل التي كانت تعترضها، ومراجعة مشاريع الأندية وتطبيق اللوائح والأنظمة ذات الصلة بحق مقاوليها والقائمين عليها، والرفع من كفاءة المدرب السعودي ومنحه الفرص التدريب والتطوير حتى يتم الاعتماد عليه بشكل كامل في المستقبل بإذن الله.