إن تاريخ البيعة السعودية مؤطر بالثبات وصلابة الارتكاز منذ أكثر من قرن من عمر الزمن وهو عمر المملكة العربية السعودية الحديثة والمعاصرة منذ انعقاد أول بيعة للإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود وذلك في الخامس من شهر شوال 1319هـ عند دخول الملك عبدالعزيز الرياض واسترداده عاصمة ملكه إذ بايع الملك عبدالعزيز والده بالحكم إلا أن والده تنازل بعد أن شهد ولادة الدولة السعودية الثالثة على يد ابنه الملك عبدالعزيز والتضحيات التي قام بها والبطولات التي خاضها بكل جسارة وإقدام فكان فخوراً بابنه فلم يقبل عبدالعزيز بالتنازل إلا بعد أن اشترط أن لا يبت بأمر إلا بأخذ مشورته ورأيه وإن لا يتقدم عليه أدباً وبراً ورحمة وإجلالاً له، ومنذ ذلك التاريخ كانت أول بيعة سعودية في التاريخ السعودي الحديث، وأنقضت هذه البيعة في الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي، من ضحى يوم الاثنين 2 ربيع الأول عام 1373هـ بوفاة الملك المؤسس وهو في الثالثة والسبعين من سني حياته في مدينة الطائف، وصلي عليه في مسجد الحوبة بالطائف ثم نقل إلى العاصمة الرياض وصلي عليه ثم دفن في مقبرة العود.. وكانت مدة هذه البيعة نصف قرن منذ دخوله الرياض وإعلانه ملكاً على البلاد -رحمه الله- ثم جاءت البيعة الثانية لولي عهده الملك سعود بن عبدالعزيز، حيث نودي به ملكاً على المملكة في الثاني من ربيع الأول عام 1373هـ وكانت البيعة ليوم واحد في قصر الحكم بمدينة الرياض، وقد أمر الملك سعود أمراء المناطق والأقاليم بأخذ البيعة نيابة عنه في مقار إماراتهم لعدم تحمل المواطنين مشقة السفر وعناء الطريق، ثم كلف أمير منطقة الرياض آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز بأخذ البيعة في اليومين التاليين حيث توافدت جموع المواطنين ورؤساء العشائر والقبائل والعلماء لتقديم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومشاعرهم تفيض بالدعاء بالرحمة والمغفرة لمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز، حيث تأثر العالم بأسره بنبأ وفاته، وحزن المواطنون على فراقه والآسى يخيم على عاصمة المُلْك السعودي. واستمرت تلك البيعة أحد عشر عاماً قضاها الملك سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية، ثم جاءت البيعة الثالثة في تاريخ الملكية السعودية في عهد جديد يتمثل في مبايعة الملك فيصل بن عبدالعزيز وذلك في يوم الاثنين 27 من ذي القعدة عام 1384هـ، حيث بويع الفيصل ملكاً على البلاد بعد تنازل الملك سعود عن الحكم لاتلال صحته وقد رشح الملك فيصل بعد مبايعته بالحكم أخاه الأمير محمد بن عبدالعزيز لولاية العهد وقد وثقت بينهما وثائق ومراسلات متبادلة بين الفيصل والأمير محمد بن عبدالعزيز دعا حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز إلى اجتماع يضم جميع أسرة آل سعود بقصر سموه بالرياض يوم الاثنين الواقع في 27-11-1384هـ، وقد استهل الأمير محمد بن عبدالعزيز بكلمة قيمة أورد فيها الهدف الذي يرمي إليه من وراء هذا الاجتماع وهو النظر في أمر ولايته للعهد والبت فيه لاعتقاده بأنه ضرورة حتمية يقتضيها استمرار الحكم وإرساؤه على أسس ثابتة الأركان قوية الدعائم بعد أن تمتعت البلاد بنعمة الاستقرار وسارت بخطوط واسعة نحو التقدم والازدهار.
وقد أشاد سموه بالجهود الجبارة التي بذلها الملك فيصل في رفع شأن الإسلام وخدمة هذا البلد والسياسة الرشيدة التي ينتهجها لمصلحته، ودعا سموه إخوانه المجتمعين للالتفاف حول المليك المفدى وشد أزره ومساعدته على تنفيذ برامجه الإصلاحية الرامية للسير بالبلاد نحو قمة العزة والكرامة.
وقد أوضح سموه موقفه من ولاية العهد فقال بأنه أرسل لجلالة أخيه الملك فيصل كتاباً جواباً على كتابه بأنه يؤثر الابتعاد عن المناصب والألقاب وأنه بفضل العمل في الميادين الأخرى التي قد تكون أكثر فائدة ونفعاً وإنه جندي يعمل بكل إخلاص تحت قيادة جلالته وبوحي إرشاداته.. ثم وجه كلامه إلى إخوانه قائلاً: نحن جميعاً خدام لهذا الشعب النبيل الذي التف حول قادته في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد وأدقها، فمن واجبنا أن نكرس جميع جهودنا وطاقاتنا لخدمته وخدمة الشعب لا نعني التربع على كرسي الحكم فهناك مجالات واسعة لتحقيق هذا الهدف في نظري أكثر نفعاً وأجدى فائدة، وقد عاهد الله بأنه سيتعاون تعاوناً صادقاً مع من يختاره الملك كولي للعهد.
ومن ثم تليت الكتب المتبادلة بين الملك فيصل وأخيه الأمير محمد بن عبدالعزيز، وبعد ذلك تليت رسالة الملك المعظم موجهة إلى المجتمعين تتضمن اختياره للأمير خالد بن عبدالعزيز ولياً للعهد فبايعه الحاضرون فرداً فرداً. وتقدم الأمير خالد فألقى كلمة شكر فيها الملك على الثقة الغالية التي أولاها إياه، كما شكر إخوانه الذين بايعوه وسأل المولى سبحانه وتعالى أن يكون عند حسن ظن الجميع وثقتهم به، وتوجه إلى إخوانه على رأسهم عمه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن وشقيقه الأكبر الأمير محمد بن عبدالعزيز بنداء يطلب فيه منهم أن يعينوه على حمل الرسالة وأداء الأمانة مستمداً من الله -عز وجل- العون والتوفيق. وفيما يلي نص الرسالتين المتبادلتين بين الملك فيصل والأمير محمد بن عبدالعزيز:
من فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية إلى جانب الأخ الكريم محمد بن عبدالعزيز -حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنني أرى من المصلحة اختيار ولي للعهد لأنه عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه في هذه البلاد التي بدأت تنعم بالطمأنينة والاستقرار وتتطلع لحياة أفضل بعد أن عصفت بها تيارات مختلفة من داخلية وخارجية، وإنني إذ أطلب من سموكم إخباري بوجهة نظركم في هذا الموضوع أنتهز هذه الفرصة لأشيد بالجهود العظيمة التي بذلها سموكم ومساهمتك الفعالة في سبيل إقرار الوضع وتجنب البلاد الفتن والكوارث، وبانتظار مرئياتكم، أرجو لسموكم دوام الصحة والتوفيق.
فيصل
ورد عليه الأمير محمد بالجواب التالي:
من محمد بن عبدالعزيز إلى الأخ الملك فيصل بن عبدالعزيز -حفظه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد تلقيت جواب جلالتكم رقم: 56/ 2 تاريخ 22-9-1384هـ (24-1-1965م) الذي تطلبون فيه إبداء وجهة نظري في أمر ولاية العهد، والذي يرى جلالتكم أنه عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه في هذه البلاد التي بدأت تنعم بالطمأنينة والاستقرار وتتطلع لحياة أفضل بعد أن عصفت بها تيارات مختلفة وخارجية وإنني لأشكر جلالتكم من الأعماق على ما احتواه كتابكم من شعور نبيل وتقدير بالغ للجهود التي بذلتها، والمساهمة الفعالة التي أسهمت بها في سبيل إقرار الوضع واجب نحو أمتي وبلادي هذا.
وإنني إذ أشاطر جلالتكم الرأي بأنه لا بد من اختيار ولي للعهد لأن ذلك عنصر هام لاستمرار الحكم على أسس ثابتة الأركان قوية الدعائم أرجو أن يسمح لي جلالتكم أن أبين وجهة نظري فيما يتعلق بشخصي بكل صراحة، وهي أن ميادين العمل لخدمة الشعب ليست وقفاً على المناصب والألقاب وهناك مجالات واسعة ومتعددة تمكن كل فرد من أفراد شعبنا العزيز من تأدية واجبه في خدمة بلاده.
وإنني وإن كنت المرشح الأول لمنصب ولاية العهد إلا أنني أفضل أن أكون بعيداً عن مظاهر الرتب والألقاب ممن يشد أزركم ويوجد في الصفوف لمواصلة العمل في ظل قيادتكم الرشيدة التي لمس الجميع آثارها في الداخل والخارج.
وإذا جاز لي أن أرشح أحداً لشغل منصب ولاية العهد فإنني أرى في أخي الأمير خالد بن عبدالعزيز من الصفات ما يجعله أهلاً لذلك راجياً من الله أن يلهمكم التوفيق والسداد ويحفظ جلالتكم من كل سوء مولاي.
محمد بن عبدالعزيز
وفيما يلي نص الرسالة السامية التي وجهها الملك فيصل بن عبدالعزيز لشعبه بمناسبة اختيار الأمير خالد بن عبدالعزيز ولياً للعهد وقد أذيعت في الإذاعة في نفس اليوم ونشرت بالصحف المحلية والعالمية في اليوم التالي، هذا فحواها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من فيصل بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى إخواني أبناء الشعب العربي السعودي الكريم.
تحية وبعد:
(فإنني أحمد الله على نعمه وأسأله المزيد من فضله وكرمه، هذا ونظراً لأن ولاية العهد هي عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه، وبعد أن تمتعت البلاد بنعمة واستقرار وسارت في طريق التقدم والازدهار بفضل تماسكها بدينها الحنيف وشريعتها السمحاء فإنه ليسرني أن أعلن لإخواني أبناء الشعب السعودي الكريم بأنني قد اخترت أخي الأمير خالد بن عبدالعزيز ولياً للعهد يحكم من بعدي بكتاب الله وسنة رسوله وكلي ثقة بأن الشعب سيكون له خير ناصر ومعين والله ولي التوفيق).
وبذلك أصبح الملك خالد ولياً للعهد، مما أعطاه الفرصة الأكبر من العطاء لأمته وشعبه، واستمرت البيعة للملك فيصل أحد عشر عاماً أنقضت بوفاته في 13-3-1395هـ -رحمه الله-. وفي الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم 13 ربيع الأول عام 1395هـ الموافق 26 مارس 1975م بويع الأمير خالد بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد في قصر شقيقه الأمير محمد بن عبدالعزيز وبحضور كبار أمراء العائلة المالكة وفي مقدمتهم أصحاب السمو الملكي الأمراء: محمد وناصر وسعد وفهد وعبدالله وبندر ومساعد ومشعل وسلطان وسلمان وإخوانهم الأمراء بايعوا الأمير خالد على السمع والطاعة وقاموا جميعاً بمبايعته.. داعين أن يوفق الله الخلف لما يحبه ويرضاه وأن يعز هذه المملكة في ظل خطى العقيدة الإسلامية السمحة وأن يديم عليها الأمن والأمان. وعقدت البيعة في قصر الحكم بمدينة الرياض لمدة ثلاثة أيام، ووجه الملك خالد أمراء المناطق بأخذ البيعة عنه في مناطقهم كعادة الملوك في عدم المشقة والعناء على المواطنين وخاصة كبار السن منهم.
واستمرت البيعة للملك خالد سبع سنوات كانت حافلة بالنماء والخير والاستقرار والإزدهار حتى أعلن الديوان الملكي بيان جاء فيه:
ببالغ الأسى والحزن ينعي الديوان الملكي باسم صاحب السمو الملكي ولي العهد وكافة أفراد الأسرة ونيابة عن الأمة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حيث وافاه الأجل المحتوم على أثر نوبة قلبية.. فـ{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة: 156).
ولقد قام أفراد الأسرة وعلى رأسهم الأمير محمد بن عبدالعزيز بمبايعة سمو ولي العهد الأمير فهد بن عبدالعزيز ملكا على البلاد. وبعد إتمام البيعة أعلن صاحب الجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز ترشيح الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد.
وقد أجمع أفراد الأسرة على ذلك وقاموا بمبايعة سموه وأعلن قيام المواطنين بالبيعة لجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض بقصر الحكم.
كما أناب صاحب الجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز المفدى وسمو ولي عهده كافة أمراء المناطق في أخذ البيعة من المواطنين كل في مكانه.. وذلك حرصاً على راحة كافة المواطنين وتجنبهم مشقة السفر من مناطقهم إلى الرياض.
وتمثل بيعة الملك فهد بن عبدالعزيز البيعة الخامسة في تاريخ البيعة السعودية وتعد من أطول المدد إذ استمر حكم الملك فهد أربعة وعشرين عاماً تحقق خلالها عدد كبير من الإنجازات الحضارية كما صدر في عهده النظام الأساسي للحكم والشورى والمناطق وتوسعة الحرمين الشريفين حتى وافته المنية في يوم الثلاثاء 26-6-1426هـ، وتمت الصلاة عليه -رحمه الله- يوم الأربعاء 27-6-1426هـ، في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض ودفن في مقبرة العود، ثم بويع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ملكاً على البلاد بعد وفاة أخيه الملك فهد واختار أخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتمت مبايعتهما في قصر الحكم في مدينة الرياض بعد صلاة الظهر يوم الأربعاء 27-6-1426هـ وقد أصدر الملك عبدالله في عهده نظام هيئة البيعة وتحقق العديد من الإنجازات التنموية في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها وتعد تلك البيعة في تاريخ البيعة السعودية البيعة السادسة لملوك المملكة العربية السعودية واستمرت هذه البيعة عشر سنوات.. حيث توفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم الجمعة 3-4-1436هـ ثم آلت البيعة المباركة في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفق النظام الأساسي للحكم وقد تلقى البيعة بقصر الحكم في الرياض بعد صلاة عشاء يوم الجمعة 3-4-1436هـ، وبناءً على البند (ثانياً) من الأمر الملكي رقم (أ/ 86) وتاريخ 26-5-1435هـ الذي نص على أن يبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد ولذا دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لمبايعة الأمير مقرن بولاية العهد.
مضامين البيعة السعودية
أولاً: إن هذه البيعة تقوم على الأصل الشرعي وتعقد البيعة على كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ثانياً: سلاسة انتقال الحكم بيسر وسهولة ودونما إبطاء أو تأخير.
ثالثاً: صلابة جذر مجلس العائلة المالكة وقوة ارتكازها على المبادئ المرعية في السمع والطاعة والتمثل لإجماع للمنهج والقاعدة التي بدأها الملك المؤسس عبدالعزيز في قاعدة المُلْك السعودي في اختيار الأصلح للحكم المتوارث.
رابعاً: اتخاذ جميع ملوك المملكة العربية السعودية الحكم بالتكليف لا التشريف فهم جميعاً لم يسعوا للمُلْك أو يرتقوا عليه قبل آوانه، ولم يكن في يوم من الأيام لذة أو شهوة أو رغبة إنما قدر آل بمشية الله يعدونه ثقل مسؤولية وأمانة ورسالة عظيمة القدر.
خامساً: لم تشهد البيعة طوال تاريخها الممتد إلى أكثر من قرن من الخروج عن المألوف في الحكم السعودي النزية، ولم نسمع صوتاً نشازاً في شق عصا السمع والطاعة أو الاختلاف المفضي إلى خلو منصب الحكم أو ولاية العهد منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى يومنا هذا وهذا يسجل بمداد الحمد والشكر والثناء للأسرة المالكة الواعية لدورها الأممي والحضاري والأمني حتى يومنا الحاضر.
سادساً: يسجل لهذه البيعة السعودية عبر تاريخها الطويل اللحمة القوية والتكاتف وقوة الترابط الكبير بين الحاكم والمحكوم حتى في وقت الأزمات والاستهدافات التي تحاول النيل من المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها إلا أن الوعي المرتكز على الوازع الديني والاعتراف بالنعم التي حبانا الله بها في صلابة قوة الترابط بين الراعي والرعية والذي تعزز مع الأيام وتعاقب العهود على الولاء وصدق الانتماء وترسخ البيعة لهؤلاء الملوك الصالحين والإجماع عليهم.
سابعاً: من أهم المضامين أن جميع بيانات وخطابات البيعة التي يكتبها الملوك مند انعقاد البيعة منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز نجد بأن مرتكزاتها تنطلق من مضامين الدولة الإسلامية التي انتهجها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- عند إقامته أو دولة في الإسلام في المدينة المنورة إذ إن مضامين الخطابات تتمحور حول النهج الإسلامي في الحكم والإدارة وسياسة الدولة والتي ترتكز على مبدأ العقيدة الإسلامية السمحة كمنطلق وأساس للحكم.
حقائق وأرقام حول البيعة السعودية
1 - عقدت البيعة السعودية لسبعة ملوك هم: عبدالعزيز وسعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- ثم عقدت لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-.
2 - عمر تاريخ البيعة السعودية يبدأ من عام 1319هـ ويمتد عبر تاريخه إلى هذا العهد الزاهر عام 1436هـ حيث عقدت البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إي عمرها أكثر من قرن -ولله الحمد والمنة -.
3 - جميع المبايعات لملُوك المملكة انعقدت في عاصمة المُلْك الرياض وتحديداً في قصر المصمك للملك المؤسس عبدالعزيز بعد إعلانه ملكاً والنداء الأول بالمُلْك «الملك لله ثم لعبدالعزيز» التي استمرت مدوية بالحق الملكي للمُلْك السعودي وللملك عبدالعزيز وأبنائه البررة حتى يومنا الحاضر -وكذلك- شهد قصر الحكم بمدينة الرياض البيعة المتوارثة عبر الأجيال.
4 - تأصلت البيعة بحضور الملك وولي عهده طوال تاريخها ولم يتخلف أحد منهم عن مشهد البيعة أو أن ينيب غيره على الرغم من كثرة الأعداد والجموع الغفيرة التي تتوافد من كبار الأسرة المالكة والعلماء ورؤساء العشائر والقبائل والمواطنين على مختلف مناطقهم حتى كبار السن والعجزة لهم حضور لافت في تلك البيعة.
5 - يسجل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حضور جميع مشاهد البيعة لملوك هذه الدولة بوصفة أميراً لمنطقة الرياض عاصمة المُلْك السعودي، ولم يتخلف يوماً خلال تزامن عهودها وملوكها.
** **
- فهد بن عبدالعزيز الكليب