تبتهج بلادنا هذه الأيام المباركة وفاءً وفرحاً وحباً وسروراً بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على تولي قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه - سدة الحكم، إنها ذكرى عزيزة على قلب كل مواطن في هذه البلاد المترامية الأطراف، إنها مناسبة تعبر عن امتداد تاريخياً لهذه الدولة المباركة التي أرسى قواعد المؤسس جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على شرع الله الكريم امتدت وانتشرت ملاحم الوفاء على هذه الأرض الخيرة، وأضحت أنموذجاً يشار لها بالبنان في كل مناسبة غالية تحل على هذه البلاد إنه من أعظم المناسبات وأغلاها وأسعدها على قلوب الجميع، فإن قائد المسيرة ما نال هذه المحبة إلا لإيمانه الصادق وإخلاصه لربه أولاً وما يقدمه لهذا الشعب الوفي، فكل مواطن على هذه الأرض المباركة يحمل بين جنبيه وطياته كثيرا من الملاحم التي ترسمها وتحيط بها قلوب أبناء هذا الوطن قبل أن تنظمها ألسنتهم أو تعبر عنها ملامحهم، فالحب والوفاء والانتماء والولاء أمور متأصلة في نفوسهم منذ الأزل فإنهم يرفعون أكف الضراعة إلى خالق السموات والأرض حمداً وشكراً لله على أن قيض الله لهذه البلاد المباركة قيادة حكيمة تحمل على عاتقها هموم وتطلعات أبناء هذا الوطن الغالي، حيث إن قافلة الخير والنماء تسير بخطى ثابتة ومدروسة بقيادة ربانها خادم الحرمين الشريفين، فهذه البيعة المباركة توثقت في أواصر عرى المحبة والمودة والطاعة والاحترام والتقدير والوفاء والولاء والانتماء، وهذه المشاعر الفياضة الجياشة الصادقة كلها يؤيدها قول نبي الأمة محمد صلوات الله وسلامه عليه في قوله: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) أخرجه البخاري.
ويقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (96) سورة مريم.
وقد تمكن قائد مسيرتنا بحنكته السياسية ومهارته في القيادة على تعزيز دور بلادنا في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وصناعياً وتجارياً وأصبح للمملكة العربية السعودية وجودا أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي إلى جانب الاستفادة من خبرات هذه البلاد، فقد رسم للمملكة سياسة مشرقة تكفل الحياة الكريمة لكل أبناء هذا الوطن وذلك باهتمامه ببناء المواطن وتهيئته بدنياً وصحياً وعملياً وعلمياً واجتماعياً حتى يعيش في دولة حضارية متقدمة في كافة المجالات، تتوافر فيها كافة المقومات الأساسية سعياً للوصول إلى الأفضل وأملاً في تحقيق ما يريده كل مواطن على هذه الأرض المباركة، ولعل هذا الأمر نفسه أضحى ملموساً في كافة المجالات.
إن مما يبعث على الاعتزاز والفخر في مسيرتنا التنموية إنها ماضية - بعد توفيق الله وكرمه وفضله - في إنجاحها وإنجازاتها بعد البيعة المباركة، وتسير بخطى ثابتة على كافة الأصعدة بما تعيشه البلاد من أمن وأمان واستقرار ورخاء في ظل المتغيرات التي يشهدها عالمنا المعاصر، ويرجع الفضل بعد الله إلى السياسة الحكمية التي يتحلى بها قائد المسيرة، فهو قائد فذ وسياسي محنك يتمتع برؤية حكيمة وبعد نظر وهدوء في التعامل مع كافة الأحداث وكافة الأزمات وقدرة على التأثير فعهده الميمون امتداد للعهود المباركة من قبله، فالبلاد تشهد نقلة تنموية رائدة على الرغم مما يشهده عالم اليوم من اضطرابات وصراعات ومنازعات، إلا أن بلادنا يبقى بعيداً كل البعد عن هذه الأزمات والصراعات التي يكدر صفوة وقد سخر قائد المسيرة وقته واهتمامه لبناء الوطن ويدعم بكل حماس أي مشروع يخدم أبناء هذا الوطن الغالي - متخذاً من سيرة مؤسس هذا الكيان العظيم طريقاً ونبراساً وأسلوباً لهذا المنهج الحكيم - ولم تقف معطياته حفظه الله ورعاه طيلة السنوات الثلاث الماضية، بل يواصل مسيرة البناء والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا الوطن العزيز، والمتابع بدقة ثاقبة وروية عالية عبر تاريخ هذه البلاد يلحظ مدى التلاحم والترابط والتكاتف والتعاون بين القيادة والشعب فهو أمر يستحق التأمل والتفكر ويجدر بالتقدير والاحترام - وختاماً - أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ لنا قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - سلمه الله - وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان إنه سميع مجيب.
** **
- عبدالعزيز صالح الصالح