عثمان أبوبكر مالي
حسنًا فعل الاتحاد السعودي لكرة القدم بقراره استمرار جولات الدوري السعودي للمحترفين وعدم إيقاف مبارياته، خلال بطولة كأس الخليج العربي، كما كان يطالب ويتوقع البعض، خصوصاً أن المنتخب السعودي لا يشارك في البطولة بطاقمه الأول (الأساسي)، والدوري عانى خلال الدور الأول من التوقفات (الملزمة) المتزامنة مع أيام الفيفا ومباريات الأخضر في تصفيات كأس العالم، فبعد كل توقف ينخفض مستوى كثير من الفرق نتيجة (التراخي) الذي يصيب بعض اللاعبين ويؤدي إلى هبوط مستوياتهم وبالتالي تتأثر المباريات والنتائج، ويقل حماس الجماهير، والملاحظ أن المدرجات تشهد بعد كل توقف غيابًا كبيرًا ويتراجع عدد الحضور الجماهيري في المباريات، مع أن المباريات عموماً تشهد هذا الموسم - منذ انطلاقته - تراجعًا واضحًا في المدرجات من الأسبوع الأول من الدوري (مقارنة) بالموسم الماضي، وعلى سبيل المثال فإن الحضور في الجولة الماضية (الأسبوع الرابع عشر) بلغ هذا الموسم (21611) مشجعًا، في حين بلغ الموسم الماضي في الجولة نفسها (59107) مشجعًا، وهذا التفاوت الكبير بدا واضحًا من الجولة الأولى، التي كان حضورها (34900) مشجعًا (هذا الموسم)، في حين وصل حضور الجولة نفسها في الموسم الماضي (42303) مشجعًا، وكان أقل حضور جماهيري العام الماضي طوال الموسم كله (26 أسبوع) في الأسبوع الثالث من الدوري، إذ بلغ مجموعه (20631) مشجعًا، في حين سجل الأسبوع الثالث الأقل حضورًا هذا الموسم حتى الآن بعدد (19341) مشجعاً من 13 أسبوع فقط. في الموسم الماضي شهد الأسبوع العاشر أكبر حضور جماهيري في الدور الأول، بلغ عدده (67399) مشجعًا، أما هذا الموسم فأكبر حضور كان في الأسبوع الرابع وبلغ مجموعه (66445) مشجعًا، والفضل في ذلك لمباراة الاتحاد والهلال التي لعبت في الأسبوع نفسه وكان عدد الحضور فيها (35389) مشجعًا، وهو ما يقترب من نصف مجموع حضور باقي مباريات الأسبوع، ومؤسف أن هناك مباريات الحضور فيها يكاد لا يذكر، إذ بلغ (مثلاً) مجموع الحضور في مباراة الفيصلي والاتفاق (275) مشجعًا!!
ولاشك في أن هناك أسباباً كثيرة تقف وراء التراجع في الحضور الجماهيري، غير مستويات الفرق ومنافستها، ولابد من معرفتها لمعالجتها وهذه من مهام الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه.
كلام مشفر
« جماهير الأندية السعودية تعتبر (بهارات الدوري السعودي) وسر مذاق مبارياتها الآخاذة، بشهادة الغالبية العظمى من اللاعبين خاصة (غير السعوديين) الذين يشاركون فيه ويلعبون لأندية سعودية، أو حتى الذين يلاعبونها في مباريات خليجية وقارية أو ودية، وهي من تضفي على المباريات طعمًا خاصًا ورونقًا مختلفًا بحضورها ووهجها.
« والجماهير هي أبرز سمة في الدوري وهي علامة فارقة عن دوريات المنطقة بأكملها، تناقص عددها يبقى السؤال مطروحًا أمام الاتحاد السعودي لكرة القدم، ماذا هو فاعل من أجل المدرجات وإعادة وهج الجماهير واشتعال المباريات.
« والحق يقال فإن لجنة المسابقات لم تقصر هذا الموسم، وفقت جدًا في وضع مواعيد وتوقيت المباريات، خاصة المباريات الكبيرة، ومباريات (الكلاسيكو) وحتى مباريات الديربي، التي لم تلعب أي منها في توقيت واحد، خلال الدور الأول، وهو جهد تشكر عيه ولاشك.
« والحق يقال أيضًا، إن تقلص الحضور الجماهيري في مباريات الاتحاد هو السبب الأكبر في تراجع حضور المدرجات، فجماهير الاتحاد كانت علامة فارقة في الحضور، كما هي علامة مميزة في كيفية وطرق التشجيع والمآزرة وإشعال المباريات، وغيابها مؤثر، ولابد من علاجه.
« ورغم أن جماهيرالاتحاد لا تحضر مبارياته بالكثافة المعروفة عنها و(تقاطع) المدرجات بشكل واضح في المباريات التي يلعبها على أرضه؛ مع ذلك هي الأكثر حضورًا (على ملعبه) حتى الجولة الرابعة عشرة بمجموع (91966) مشجعًا.
« تضع جماهير نادي الوحدة والجماهير الرياضية في مكة المكرمة أيديها على قلوبها وهي تسمع عن المستقبل المظلم الذي ينتظر النادي العريق، وعقوبات متوقعه من (فيفا) إذا لم تسدد الديون التي استحقت عليه ومقدارها ستة ملايين ريال فقط.
« النادي الذي سبق وأن (هُبّط) إلى الدرجة الأولى بقرار إداري مجحف، وهو يتصدر حالياً الدرجة الأولى؛ سيكون عرضة لخصم ست نقاط من رصيده، ومن ثم قد يلحقه قرار (تهبيط) إلى الدرجة الثانية، إذا لم يسدد المبلغ.
« اتفق من واقع دراية وإطلاع كبيرين مع (نداءات) الوحداويين ورجاءاتهم الموجه لمعالي رئيس هيئة الرياضة بالتدخل والسداد لإنقاذ النادي من ميزانية الهيئة، ومن ثم استعادتها من أي مستحقات أخرى مستقبلاً.. مع الأسف ليس هناك حل آخر.