أعتقد أن من أسباب وصول النصر لوضعه الحالي من تذبذب وتراجع كبير بمستواه الفني وتراكم المشاكل عليه من كل جهة، وتسجيل عليه العديد من القضايا المالية لدى الفيفا، هو انشغال جماهيره ومحبيه بملاحقة الهلال والبحث عن عثراته فقط والتي أصبحت في قاموس بعض النصراويين بمثابة البطولة لهم، وهذه حقيقة أفصح عنها معظم النصراويين في كثير من البطولات التي خسرها الهلال حتى والنصر لم يكن طرفاً فيها.
تفرُّغ جماهير النصر لمطاردة كل ما هو هلالي أنساهم مشاكل فريقهم تماماً، فالجماهير النصراوية لا تفيق على وضع فريقها وتذبذب مستوياته إلا بعد فوات الأوان، فالنصر اليوم أصبح غير قادر على المنافسة ووصلت الأوضاع فيه إلى الفشل حتى في الحصول على الرخصة الآسيوية هذا الموسم، وهو بكل تأكيد يعتبر فشلا إداريا كبيرا جداً تتحمله الإدارة النصراوية، فمن غير المنطق أن نادياً بحجم وتاريخ النصر لا يستطيع استخراج الرخصة الآسيوية مثل بقية الأندية الكبيرة التي تملك إدارات مميزة ومحترفة في عملها الإداري.
ما يحدث للنصر حالياً تتحمله الجماهير النصراوية في المقام الأول، فهي تركت إدارة ناديها طوال السنوات الماضية تتخبط دون أي محاسبة منهم بسبب انشغالهم بالهلال.
فبنظرة سريعة على سجل البطولات للفرق الأربعة الجماهيرية بالإضافة لفريق الشباب خلال السنوات العشر الأخيرة سنجد أن النصر هو من يتذيل ترتيب هذه الفرق كأقلها حصولاً وبعداً عن البطولات، فالفرق تتقدم وتحصد البطولات والنصراويون مشغولون (بالطقطقة) على الهلال وخسارته الآسيوية، حتى وصل فريقه لمرحلة لا يتمناها أي محب نصراوي يهمه مصلحة فريقه أسوة ببقية الأندية الأخرى.
من حق أي مشجع بالعالم أن يفرح لخسارة منافسه وهو أمر طبيعي بكل تأكيد، لكن غير الطبيعي هو أنك تفرح لخسارة منافسك للقب وحيد بالموسم بينما يحصد بقية الألقاب، وغير الطبيعي انك تفرح لخسارة منافسك وأنت فريقك يعيش أوضاعاً فنيه سيئة وبعيدا عن البطولات، فخلال عشرة مواسم لم يحصد سوى أربعة ألقاب بينما منافسه حصد ضعفها من الألقاب والبطولات.
لعل أكثر ما يتميز به الهلال عن بقية منافسيه أنهم انشغلوا فقط بفريقهم وتقويته حتى أصبح اليوم واحدا من أفضل فرق آسيا إن لم يكن أقواها.
الهلال يملك إعلاما قويا جداً ومؤثرا تجده دائماً يضع مصلحة الهلال فوق كل اعتبار، فمن الصعب جداً أن تجد إعلاميا هلاليا يتبع لشخص الرئيس فقط دون الهلال.
الهلال يملك أعضاء شرف فاعلين ومؤثرين يدعمون ناديهم فقط بغض النظر عن اسم الرئيس ومن يكون، ولم نشاهد يوماً شرفياً هلالياً يشق الصف الشرفي الهلالي ويخرج للإعلام وينتقص من الفريق أو عمل إدارة ناديه.
أخيراً متى ما أراد النصراويون أن يعود فريقهم منافساً عن البطولات وقادراً على استخراج الرخصة الآسيوية عليهم أن يهتموا بشئونه فقط، أما غير هذا فمعاناة النصر ستستمر لسنوات طويلة جداً.