يوسف المحيميد
منذ السبعينات وربما قبل ذلك، واسم السعودية يمنح ضوءًا أكبر لمن يتناوله في مقال، أو كتاب، أو فيلم، أو لقاء تلفزيوني، كنا نعتقد أنّ عدم وجود كتّاب سعوديين بارزين، وعدم وجود روائيين أو سينمائيين، هو ما جعل الآخرين يجدون في اسم بلدنا وسيلة سريعة للكسب والشهرة، فروايات من قبيل «نجران تحت الصفر» و»البلدة الأخرى» عن مدينة تبوك، و»مسك الغزال» عن بلد صحراوي خليجي يشير إلى السعودية، وغيرها من الروايات والأفلام العربية والأجنبية، وما تحمله من شتائم، تحقق شهرة سريعة من خلالنا، وليس من خلال المتلقين في دول العالم.
نحن للأسف من نرفع قيمة وشهرة هذه الأعمال وغيرها، بتهافتنا عليها، تماماً كما نرفع «الهاشتاقات» في تويتر، بلا وعي منا، حينما نكتب فيها، لندافع عن أنفسنا، رغم أننا لسنا بحاجة لذلك، وكما نرفع من قيمة مقطع فيديو يسب ويشتم ويلعن فينا، فمنحنه القيمة بما نمنحه من ردود كثيرة، التجاهل لمثل هؤلاء هو أفضل رد، فلسنا مضطرين للرد والتعقيب، لأنّ الأعمال التي نقوم بها هي خير رد على هؤلاء، فمثلاً حينما يسخر بعض الإخوة العرب من الموافقة الرسمية على إنشاء دور السينما في السعودية، يعتقدون أننا سنكتفي بمجرد صالات للعرض، لكنني على يقين أننا قريبًا سنصبح في الصدارة في صناعة السينما، نعم لدينا الكتَّاب والروائيين والمخرجين والسينمائيين والممثلين والمنتجين، بل إننا نقطف جوائز المهرجانات السينمائية، بأسماء شابة من السعوديين والسعوديات، حتى قبل أن نمتلك دور العرض، فماذا سنحقق بعدما تصبح السينما شأنًا يوميًا؟
قلت ذات مرة بأننا في السعودية نمثل قارة، فيها من الثراء والتنوع الثقافي والفكري والفني الكثير، فما بين الشمال والجنوب مسافات من التميز والاختلاف، وما بين الساحلين الغربي والشرقي عالم فاتن ومتمايز، يشير إلى أننا قادرون على عكس هذا التنوع الثقافي في مهرجاناتنا وإنتاجنا الأدبي والفني، ما علينا إذن سوى أن نعمل بدأب بعيدًا عمن يحاول تشتيتنا، والصعود على أكتافنا، والعبث باسم بلادنا، بحثًا عن شهرة زائفة.