فضل بن سعد البوعينين
لم يكن مستغربا ازدهار المناشط الاقتصادية المهمة في منطقة الخير؛ المنطقة الشرقية؛ فهي الحاضنة لثلاثة قطاعات اقتصادية رئيسة؛ النفط والغاز؛ البتروكيماويات؛ والصناعات التعدينية؛ إضافة إلى قطاع الصناعات البحرية والخدمات اللوجستية. حراك اقتصادي متواصل يغذيه القطاع الخاص؛ ويدعمه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز؛ أمير المنطقة الشرقية؛ وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز.
شكل «منتدى ومعرض اكتفاء» الحدث الاقتصادي الأبرز في المنطقة. وبخلاف باقي المنتديات؛ استمد «منتدى اكتفاء» أهميته من النتائج التي حققتها أرامكو السعودية من خلال «برنامج إكتفاء» الهادف إلى تعزيز المحتوى المحلي في قطاعي النفط والغاز ليصل إلى 70% بحلول العام 2021 إضافة إلى تصدير ما نسبته 30 % للخارج.
حقق منتدى إكتفاء نجاحا لافتا؛ من حيث التنظيم أو المشاركين والندوات وورش العمل المتخصصة والمعرض المصاحب. وأحسب أن توقيع عدد من الاتفاقيات والعقود على هامش المنتدى كانت من المكاسب المعززة لأهميته ونجاحاته المستمرة؛ إضافة إلى الجوائز التحفيزية التي ستدعم المنافسة بين الشركات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة مستقبلا.
أكد الأمير سعود بن نايف على أن «برنامج «اكتفاء» قام على رؤية استراتيجية بعيدة المدى، استشعرت فيها أرامكو السعودية بجانب دورها الهام في الاقتصاد المحلي والعالمي، دورها المجتمعي في ضرورة توطين القوى العاملة، والصناعات والخدمات المتعلقة بمجال الطاقة». وجزم بأن الدور المجتمعي كان وما زال أكثر التصاقا بأرامكو السعودية التي عملت على تعزيزه منذ نشأتها وحتى اليوم. تركيز «منتدى إكتفاء» في دورته الحالية على المنشآت الصغيرة والمتوسطة عكس جانبا من المواءمة الإيجابية بين أهداف أرامكو والأهداف الوطنية المؤطرة برؤية المملكة 2030. يؤمن الأمير سعود بن نايف بأهمية دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة « لتكون مساهما رئيسا في إقتصادنا الوطني» وهو أمر يمكن تحقيقه بإذن الله؛ متى توحدت الجهود وبذلت الأسباب وأزيلت من أمام القطاع جميع المعوقات التي ربما تسببت في إثقال حركته؛ ومنها المنافسة غير العادلة التي تحرم المنشآت الصغيرة من عقود الإنتاج والصيانة والتشغيل؛ والتحيز ضدها لمصلحة الشركات الكبرى؛ أو الشركات المتوسطة التي تسيطر عليها العمالة الوافدة؛ ما يجعلها في حاجة دائمة للرعاية والإحتضان والتفضيل من الشركات الكبرى.
وفي مدينة الجبيل الصناعية؛ شكل «منتدى الجبيل للإستثمار» حدثا مهما للمحافظة ولقطاع الأعمال الباحث عن الفرص الإستثمارية. وكعادته كان الأمير سعود بن نايف حاضرا وداعما المنتدى؛ ومحفزا قطاع الأعمال والقطاع الحكومي على تحقيق الشراكة المثلى لتعزيز فرص البناء والتطوير والاستثمار.
أسهمت شراكة الهيئة الملكية بالجبيل وغرفة الشرقية في إقامة منتدى الإستثمار للتعريف بالفرص الإستثمارية المتنوعة. وبالرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه الهيئة الملكية بالجبيل في تسويق فرصها الإستثمارية الصناعية؛ إلا أنني أعتقد أن هناك جانبا مهما من الفرص الإستثمارية السياحية والتجارية واللوجستية التي تحتاج إلى جهود حثيثة لتسويقها؛ وتحفيز المستثمرين على الدخول فيها. قد تفوق بعض الفرص الإستثمارية الضخمة ملاءة المستثمرين وقدرتهم على تحمل المخاطر؛ ما يستوجب البحث عن مستثمرين قادرين على تحقيق الأهداف التنموية والربحية في آن. صندوق الإستثمارات العامة من الجهات المعنية بالإستثمارات الضخمة؛ وأحسب أن طرح بعض الفرص الإستراتيجية على الصندوق من أدوات التسويق الكفؤة في الوقت الحالي؛ خاصة ما أرتبط منها بالسياحة والترفيه.
عودا على بدء؛ أجزم أن إزدهار المناشط الإقتصادية وفاعلية قطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية في المنطقة الشرقية هو إنعكاس حقيقي للجهود الداعمة من سمو أمير المنطقة الشرقية؛ وسمو نائبه المشاركين بفاعلية في جميع المنتديات والأنشطة والمناسبات الإقتصادية؛ والمنخرطين بشكل دائم في تحسين بيئة الاستثمار؛ ومعالجة معوقات القطاع الخاص؛ وخلق شراكة مثمرة بين القطاعين الحكومي والخاص لما فيه خير الوطن والمواطنين.