رجاء العتيبي
رحل صدام والقذافي وصالح : القادة المشاكسون, الذين أقلقوا الناس والعباد وأحرقوا الحرث والنسل, وبقي أردوغان يلعب في الوقت الضائع, لم يعد الزمن زمنه, ولا العصر عصره, ولا السنين سنينه, ومع ذلك ما زال يتمايل على الحبال معتقدا أنه ملك الكرة الأرضية, وما دام الأمر كذلك فسقوطه حتمي لا محالة.
بقي بشار الأسد والحمدين وخامنئي وحسن نصر الله وعبد الملك الحوثي, وهؤلاء لم يعد لهم تأثير, فالطاولة قلبها العالم عليهم بعد أن تكشفت نواياهم وعرف القاصي والداني مقدار الإرهاب الذي يحملونه, ومقدار الدمار الذي لحق بالدول العربية جراء نشاطهم السابق.
نحن الآن أمام جيل جديد يريد أن يعيش بأمان ويعمل بشغف ويبني المستقبل, جيل لا يريد شعارات أردوغان ولا حسن نصر الله ولا الحوثي ولا خامنئي ولا إرهاب الحمدين, ذهب كل ذلك مع قادة الستينيات وما تبقى من تلاميذهم المعمرين, عرف العالم العربي أن رفع ( أربعة أصابع) ليست سوى كذبة سياسية, وأن المهدي المنتظر ليس سوى أفيون عالي التركيز, وأن الموت لأمريكا ليس سوى الموت للشعب اليمني, وأن المقاومة ليست سوى مقاومة الشعب السوري في تقرير مصيره, وأن (كعبة المضيوم) ليست سوى حاضنة للمرتزقة والهاربين من أوطانهم وأصحاب السوابق.
طهران تريد أن تتحرر, وكذلك الأحواز, والشعب السوري يريد بلدا بدون قتلة, واليمن يريد كيانا سعيدا بلا مليشيات, ولبنان تريد دولة بلا طائفة مسلحة, وقطر تريد إمارة متصالحة مع جيرانها بدون الحمدين.
العالم العربي تغير بدت شعوبه غير التي كانت, وسياسيوه غير سابقيهم , وداعش زالت إلى غير رجعة, والإخوان ثبت أنها جماعة إرهابية رسميا بتوقيع العالم, والعبادي يريد عراقا عربية, وليبيا وتوتس باتجاه الحلول الجذرية, إننا أمام ربيع عربي حقيقي وليس مزيفا كالذي كان.
بزوع دول قيادية (مصر, السعودية, الإمارات, البحرين) غير قواعد اللعبة السائدة حينا من الدهر, ووجه مؤشر البوصلة باتجاه بناء الإنسان, دول قدمت مشاريع إصلاحية, دول ناهضت الاعمال الإرهابية بكل أشكالها, دول استحقت الاحترام: دوليا وإسلاميا وعربيا وشكلت فيما بينها تحالفا ضد الإرهاب.
دول تربع على عرشها قادة عظام, وليس مجموعة من اللصوص والحرامية, تعرف من أي الفريقين هي عندما تنظر للنتائج, دول تبني الاقتصاد والمجتمع والناس, ودول تحيك المؤامرات وتورث الخراب والدمار والرماد.
لذلك عندما نقول أن إيران وحلفاءها لم يعد لهم وجود في عالم اليوم, فإننا نعني ما نقول, ونعني أن الشعوب العربية محكومة بالأمل, وأملها في قيادات تبني ولا تهدم, أما قيادات الإرهاب والشعارات والتفجيرات والخراب فلا مساحة لهم في عالمنا اليوم, سيذهبون كما ذهب صدام وأشباهه ولو طال بهم الزمن.