سلطان المهوس
بدعوة كريمة من مجلس أبو ظبي الرياضي حضرت أول أمس السبت نهائي كأس العالم للأندية 2017 - ريال مدريد البطل -، ولم أستغرب أبداً ذلك الإبهار الذي يصنعه دوماً «أبناء زايد» فقد وضعوا أنفسهم أمام حقيقة واحدة فقط تقوم على العمل الناجح وتتجسد بالقوة والتحدي لفعل ذلك وتنتهي بالتفكير مجدداً للاستمرار بذلك ..
لفت نظري والإمارات العربية المتحدة لا يمكن أن تنقطع ولو لحظة عن أن تكون حديث العالم بكل الرياضات، أنّ «الإنسان الإماراتي» هو حجر زاوية النجاح الذي استطاع أن يقود بإبهار كل الاستضافات العالمية الرياضية، فجنرال مونديال الأندية محمد بن خلفان الرميثي يتزعم بدعم من القيادة الإماراتية جيشاً من الرجال والشباب والشابات بجانب القوة الداعمة المتمثلة بمجلس أبوظبي الرياضي، الذين توحدوا بقالب عمل دقيق لينتجوا أحد أجمل المونديالات العالمية تنظيماً وحضوراً وإبهاراً ..
الإمارات التي تعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية متعددة ترفع شعار «السماحة» و»التعايش»، ويوماً بعد آخر تفرض صورة التطور والامتياز الرياضي العالمي بجودة لا تقبل التراجع، وهذا الأمر لا يمكن أن تمرره حروف وكلمات المجاملة الإعلامية، بل هو صورة حقيقية مدهشة تشاهدها بشكل طبيعي جداً في الإمارات العربية المتحدة .
منذ اقتربنا من مدينة زايد الرياضية قبل ساعة ونصف من نهائي مونديال الإمارات والإنسان الإماراتي رجل وأنثى حاضر «البوابات، الأمن، الإسعاف، الاستقبال، العلاقات، التنظيم، تنظيم الجماهير»، بابتسامات لا تنقطع والجميل حتى الأطفال يشاركون بفعاليات وبرامج مخصصة تدربوا عليها لتكون البطولة العالمية صناعة إماراتية بشرية تدعو للفخر والتقدير بلاشك.
لم تتوقف العاصمة الفاتنة «أبوظبي» هذا العام عند محطة افتتاح أجمل المتاحف العالمية « اللوفر» على المستوى الفني والتاريخي والثقافي، والذي أبهر العالم ولا عند مونديال الأندية العالمي ففي أجندتها العالمية محضناً للعديد من البطولات بشتى الألعاب، وهو ما يجعل الإنسان الإماراتي يعيش التحدي مع نفسه كل يوم.
في الإمارات التي ستستضيف أكبر بطولة آسيوية لكرة القدم «2019» مجالس رياضية في كل إمارة - لدينا اسمها مكاتب فرعية - أسهمت وبالأرقام بجعل البلد موطناً استثنائياً للاستضافات واستقطاب النجوم وصناعة الخبرات والاحتكاك بإيمان أنّ «صناعة البشر أهم من صناعة الحجر»، ولا شك أنّ مجلس أبو ظبي بأرقامه ومنجزاته وحضوره وقوة أجندته يبقى أحد المؤسسات الرياضية التي تحوّل إلى «بيت خبرة» عالمي بالأرقام وليس بالكلام الإنشائي، فقراءة سريعة لسلسلة أعمال المجلس وتنظيماته الإدارية والفنية المتحررة من روتين الخمول، تعطيك إثباتاً حقيقياً بالقيمة الرائعة لمخرجاته، لذلك أتمنى أن تتحول مكاتب هيئة الرياضة «المجتهدة» أحياناً والخاملة «أحايين كثيرة»، إلى مجالس رياضية وفق الواقع الذي نعيشه ونستطيع قدماً أن تمضي لتطويره.
الإرادة تصنع المستحيل فمن أرض صحراوية مجهولة للعالم إلى رمل ملهم وبحر مبهر وتراث مضيء ومعالم ترفرف بكل مكان ومطارات لا تهدأ وملاعب وساحات تنبض، والعالم كله أصبح يعرف أن الإمارات العربية المتحدة عنوان فائق الجودة لكل المناسبات العالمية ..
الثناء الذي لا يقابله واقع مجاملة مكشوفة والتقدير الذي يتبعه الدليل واجب، ولأنها الإمارات العظيمة فهي تستحق التقدير والحب كونها بلدنا الخليجي العربي الإسلامي، ولن أنسى أنها البلد التي تقابلك بابتسامة وتودعك بابتسامة..
شكراً للصديق الأستاذ عارف العواني أمين مجلس أبو ظبي الرياضي على دعوته الكريمة، وشكراً للجنة المنظمة، وشكراً لأبوظبي، فقد كانت بطولة عالمية ناجحة بكل المقاييس.