سعد الدوسري
نشعر جميعاً بالفخر، ونحن نتابع شاباتنا وشبابنا، وهم يشاركون في التعليق على الأحداث المحلية، الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية، من خلال شاشات القنوات التلفزيونية، السعودية والعربية والأجنبية.
لقد تشكلت لدينا مساحة من الوعي المعرفي الشبابي، ما يجعلنا نطمئن على تمثيلنا الإعلامي في الخارج، تمثيلاً يليق بالمرحلة التي نعيشها. ولهذا، يجب على منابرنا الإعلامية، أو مَن لهم علاقة باختيار المعلّقين والمحلّلين، أن يستبعدوا أولئك الذين يظنون أن ظهورهم مقترن بالمديح والثناء فقط. مثل هؤلاء، تجاوزهم الزمن، دون أن يدركوا ذلك. هم يعيشون في بيوت من المعرفة السطحية، بيوت من الصفيح المهترئ. ولذلك، يظهرون باهتين أمام الملأ الشبابي، ومثيرين لضحكهم وسخريتهم.
اليوم، تُفرضُ علينا أسماءٌ لا علاقة لها بالتعليق أو التحليل، من قبل معدّين شلليين، لا يتيحون الفرص إلاّ لأصدقائهم أو جماعتهم، وتكون صفتهم التي تظهر لنا: «محلِّل في الشأن الاقتصادي»، أو «خبير في الجماعات الإرهابية»، أو «باحث في العلاقات الدولية»!!
يجب أن يتوجه إعلامنا لتأسيس كيان مهني، يرخّص للمعدين وللمحلّلين وللخبراء وللباحثين، كما ترخص هيئة التخصصات الصحية للممارسين الصحيين. وهكذا، سننظف الساحة الإعلامية، من الداخلين عليها من أبواب الانتهازية والمصالح الشخصية.