فهد الحوشاني
مائة عام بالتمام والكمال هو الزمن الفاصل بين وعدين اتخذا أرض فلسطين موضوعا لهما، الاول كان في عام 1917م أطلقه جيمس بلفور (بريطاني) بأن تكون فلسطين وطناً لليهود، وكانت إفريقيا هي المرشحة لذلك، لكن لله حكمه بأن يجتمع اليهود في فلسطين.
وبعد قرن من الزمان يطلق المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب (وعدا) آخر، وبعد أن أصبح رئيساً يعلن في السادس من ديسمبر 2017م، أنه سيفي بـ(وعده) بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس معلناً أن القدس هي عاصمة إسرائيل، وما بين بريطانيا العظمى (في زمنها) وأمريكا العظمى الآن، تكالبت على فلسطين الوعود وعدد لا بأس به من قرارات الفيتو التي كانت امريكا تتزعمها وتقف محامية عن إسرائيل في كل محفل.
وفي هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية لابد للفلسطينيين من مواجهة (وعد) ترامب الذي تحول الى قرار بتوحيد صفهم وسلطتهم وكلمتهم!
فانقسامهم الى منظمات وزعامات جعل موقفهم ضعيفاً في مفاوضاتهم وصورتهم أمام العالم! وأتصور لو كانوا غير ذلك لما كان ممكنا أن يطلق ترامب وعده ولو اطلقه فلن يسارع الى تنفيذه! ان هذا الضعف الفلسطيني المزمن، هو الذي اضعف مواقفهم في التفاوض واضعف مواقفهم في المنظمات الدولية! وجعل السيد ترامب ينقل سفارته للقدس لأنه يعرف ان الفلسطينيين مشغولون ومنذ إحدى عشرة سنة تقريبا في التفاوض الداخلي ليكون لهم سلطة واحدة وليس سلطتين!
ولن يكون للفلسطينيين قرار يسمع وهم في فسطاطين وسلطتين، وسأختصر عليهم الامر فلن يتوحدوا في سلطة واحدة ما لم يتخلصوا من إيران وشرها المنغرس في غزة!.
وأتمنى من القادة الفلسطينيين والذين رفضوا مقابلة مندوب ترامب أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية ويطلقوا قرارات تاريخية توازي قرار ترامب في القوة والتأثير، فلديهم اسلحة ذات تأثير قوي الاول توحيد الصف الفلسطيني وهو مطلب للشعب الفلسطيني وللعرب كافة، وأخذ من العرب الكثير من الجهد لكي يتوحد الصف الفلسطيني لكنهم مازالوا منقسمين!
الثاني: استثمار هذا الزخم والدعم العربي والاسلامي والدولي والنظر في جدوى كل التعاهدات والاتفاقيات والتعاون الامني مع اسرائيل.
الثالث: فتح كل الملفات الاسرائيلية التي أغلقت والتوجه الى المحاكم والمنظمات الدولية. فهذا الوعد يشي بأنه مقدمة لإحداث جسام أعظم من يقف أمامها الفلسطينيون، وهم منقسمون على أنفسهم مما أضعفهم واذهب ريحهم، أتمنى للشعب الفلسطيني الشقيق وخاصة المرابطين في القدس كل الخير وأن يستمروا على مواقفهم المشرفة، وأن يكون لهم صوت أقوى من صوت عملاء إيران والذين يحاولون افساد علاقتهم بإخوتهم العرب ويبعدونهم عن محيطهم العربي! فايران دولة لا تريد لهم ولا بهم خيرا وليتعظ الفلسطينيون بما حدث لليمن ودول عربية أخرى عندما دخلت إليها النار الفارسية! والله غالب على أمره و(وعده) لنا بالنصر والتمكين قادم إن شاء الله.