د.عبدالعزيز العمر
هل لدينا أزمة بحث علمي؟ الإجابة في ظني هي «نعم» مؤكدة. لو لم يكن لدينا أزمة بحث علمي لما بقينا ولما بقيت دولنا العربية عاجزة عن التطوير والإنتاج. فالبحث العلمي والإنتاج هما وجهان لعملة واحدة. الخطورة هنا تكمن في أننا إذا بقينا عاجزين عن البحث والتطوير فسنبقى حتما تابعين للغرب وللشرق، خصوصا في مجالات حياتية مفصلية كالمياه والغذاء والطاقة.
في اليابان بلد البحث والتطوير والإنتاج العظيم يقدرون قيمة البحث العلمي إلى حد أن قامت شركة منتجة لفرش الأسنان بإغراء الناس ماديا ليعيدوا فرشة أسنانهم بعد استخدامها فترة من الزمن، حتى ولو كانت غير صالحة للاستخدام، وذلك بغرض تطويرها بعد التعرف على مكامن الخل فيها بعد استخدامها.
ولكي ندلل على تواضع وضعف البحث العلمي في عالمنا العربي يكفي أن نشير إلى أن الدول العربية تصرف مجتمعة على البحث العلمي ما يعادل اثنين من عشرة من مائة من دخلها القومي، في حين تصرف إسرائيل بمفردها على البحث العلمي ما يزيد على أربعة في المائة من دخلها القومي. بعبارات أخرى نقول: تصرف إسرائيل على البحث العلمي ما يعادل 700 دولار لكل مواطن، في حين يصرف العالم العربي على البحث العلمي 7 دولارات لكل مواطن. بل إن الصين المهولة السكان تصرف على البحث العلمي ما يعادل 30 دولارا للفرد الواحد، وتصرف الهند 15 دولارا للفرد الواحد. وهنا لابد أن نؤكد أن العناية والاهتمام بالبحث العلمي يبدأ من المراحل المبكرة من التعليم، حيث يتم هناك إعداد باحثي المستقبل القادرين على ممارسة ممارسة مهارات الاستقصاء والتحليل والإبداع والتخيل، وهي مهارات يفتقدها الجيل الحالي مع أنها تشكل البنية التحتية للبحث العلمي.