إبراهيم الدهيش
- نعم تعذرت رؤية الهلال في طوكيو فظهر في الرياض.
- ولك أن تتخيل حجم ما قد تسببه خسارة مثل تلك من مرارة وإحباط لكنه الهلال وقليل مثله يفعل! فقد عاد أكثر قوة بعد ما نجحت الإدارة الهلالية بقيادة ربانها الماهر الأمير نواف بن سعد في معالجة ما ترتب وما قد يترتب بطريقة استباقية جراء هذا الخروج المر واستطاعت إعادة الفريق لوضعه الطبيعي في مدة قياسية تحسب لها.
- عاد ولم تزده تلك الخسارة إلا جسارة وعزم على المحافظة على لقبه المحلي وهنا يكمن السر في استمرار تواجديته وحضوره المدهش وعنفوانه الذي لا يتثاءب.
- في ثقافته المتجذرة لا معنى للانكسار ولا مكان للإحباط.
- تركيبته خليط من التحدي والمثابرة.
- لم يمارس يوماً دور (المتفرج).
- هاجسه توسيع جغرافية نفوذه وإضافة المزيد من المنجز لتاريخه.
- ومثلما نجحت الإدارة الهلالية في إخراج الفريق من حالة الإحباط أمامها مهمة لا تقل أهمية وذلك من خلال التعامل الوقائي مع ترشيحات (التخدير) التي بدأت (تنهال) عبر كافة منصات التواصل بلغة غير بريئة ظاهرها المحبة وباطنها الكره!
- صحيح أن الهلال يبدو الأجهز ويعيش حالة استقرار فنية وعناصرية إلى حد ما.
- لكن يظل من المبكر جداً الجزم بحسمه لبطولة الدوري ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بذلك! فقادم المباريات مليء بالمفاجآت ولكل مباراة ظروفها ومتغيراتها!
- فهناك من يعيش قبل مواجهته حالة استنفار قصوى ترصد من خلالها المكافآت وتعالج كثير من الإشكاليات (لزوم) فرملة انطلاقته!
- ناهيك عمَّن يعتبر مجرد الفوز عليه بطولة بحد ذاته!
- وعلى الرغم من الوضع المطمئن للفريق عند غالبية عشاق الأزرق إلا أن لدي قناعة شخصية بأنه يحتاج إلى إعادة صياغة عناصرية خاصة في ظل تعدد إصابات نجومه ومراجعة بعض القناعات الفنية خاصة فيما يتعلق بضعف البناء الهجومي والتعامل الإيجابي مع فرص التسجيل - أشرت لذلك في مقالة فارطة - وعلى العموم فالفترة الشتوية فرصة لمعالجة الكثير.
تلميحة
- جميل ذلك القرار الذي اعتمد مشاركتنا في بطولة الخليج الثالثة والعشرين بتوليفة هي عبارة عن مزج مواهب المواليد مع عناصر الخبرة - وإن كنت أتمنى لو كان من بينها اللاعبون أحمد الزين وأحمد النجراني وعلي عواجي على افتراض تعافيه - لكنها على أية حال تظل فرصة لإعادة اكتشاف بعض النجوم وإراحة النجوم الأساسيين من معترك الضغوط والمشاحنات التي عادة ما تحفل بها بطولات الخليج ناهيك عمَّا سيحدث من ردود أفعال فيما لو كانت المحصلة بالسلب.
- ويظل الأجمل في تكليف نواف التمياط ومحيسن الجمعان برئاسة البعثة وإدارة الفريق كفلسفة تتوافق ومرحلتنا الحالية التي تتطلب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
- وفي النهاية يقفز السؤال: بعد حراكنا التصحيحي المتسارع: هل لوائحنا وموادنا وآلياتنا كانت مليئة بالثقوب لدرجة أن (الشق حينها كان أكبر من الرقعة)؟! أم أن الإشكالية كانت في اتخاذ القرار؟!
وسلامتكم.