سامى اليوسف
انتصر معالي رئيس هيئة الرياضة لأصوات ومطالبات الإعلام الرياضي الصادق الغيور على مصلحة كرة القدم المحلية باعتماد قرار فتح باب الاستعانة بطواقم التحكيم الأجنبية دون التقيد بعدد كما كان في السابق.
هذا القرار وفَّر أجواء تنافسية عالية الثقة في الدوري السعودي. لم نسمع أصواتًا تنتقد حال التحكيم أو تشكك في نزاهته. ذهب الخوف بلا رجعة من صفارات الحكام ذات الأخطاء الكوارثية التي تغيِّر مجرى المباريات ونتائجها، وأصبح التركيز عاليًا على الأمور الفنية لدى المدربين واللاعبين؛ فالكرة تدحرجت من المدرج إلى الملعب حيث التنافس الحقيقي والعادل.
إلا أن الاستمرار على هذا القرار من شأنه أن يقضي على مستقبل التحكيم السعودي؛ فالعمل على القاعدة قرار استراتيجي مهم، يؤمِّن مستقبلاً مشرقًا.
الحكم السعودي يدفع الآن فاتورة سوء إداراته التي تعاقبت عليه، والتي لم تؤمِّن مستقبل التحكيم بعمل ممنهج منظم، يراعي المستجدات.. بل ظلت تدور في دائرة مفرغة، وحول نفسها حتى حولت التحكيم إلى بيئة طاردة للمواهب الواعدة، ومقبرة للمتميزين.
الاعتماد على الحكم الأجنبي مكلف ومضر على المدى البعيد، وينبغي إحلال الوجوه الشابة الواعدة بالتدرج بعد تأمين التأهيل والإعداد اللازمَيْن..
إن أولى درجات تأمين القاعدة والإعداد الصحيح تكمن في ابتعاث مجموعة من الحكام المستجدين من المواهب الشابة الواعدة إلى أوروبا في دورات تدريبية طويلة المدى، لا تقل في مدتها عن (6) أشهر، تبدأ بتطوير اللغة الإنجليزية عبر (كورسات) مكثفة في الجامعات، وتعليم على مبادئ مهارات الاتصال والتواصل كمهارة أساسية للحكم خلال أداء المباريات، وفي الدورات واللقاءات المحلية والدولية، ثم البدء في تعلم الجوانب التحكيمية الفنية، يتخللها برنامج غذائي ولياقي مناسب، وتركيز على قواعد التفكير الإيجابي، وحضور لمباريات متنوعة في درجة أهميتها وتنافسيتها وجماهيريتها في الدوريات الأوروبية الأشهر (الإنجليزي، الإسباني، الإيطالي والألماني)، ثم المشاركة الفعلية في معسكرات تحكيمية مشتركة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وكذلك إدارة مباريات في منافسات أقل درجة من دوريات المحترفين.
إن صلاح المستقبل التحكيمي المحلي يحتاج إلى تطوير فعلي، يبدأ بتطوير الفكر الذي يدير التحكيم، وهذه أولى خطوات الإصلاح الحقيقي لحال الحكام.