د.عبدالعزيز الجار الله
يجب أن نفهم مكافحة ومحاربة الفساد التي تجري هذه الأيام أن نفهمها من خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- التي ألقاها في افتتاح السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى يوم الأربعاء الماضي، من خلال الشفافية والوضوح ليس فقط في المباشرة الفعلية التي تتم الآن والإجراءات ضد المفسدين، وإنما من خلال الأبعاد والمضامين وفِي وضع الحد الفاصل من انتشار الفساد وتمددّه أي الوقاية والحصانة.
قال الملك سلمان في كلمته بمجلس الشورى: «إن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها» انتهى. وهذا تشريح لحالة الفساد، حيث كنّا نعيش وتأقلمنا معه، بل تعايش المجتمع معه منذ سنوات، وإضافة أكثر ما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حين قال في أحد الحوارات: «إن الفساد يعود إلى الثمانينيات الميلادية» انتهى أي قبل (37) سنة كما أشار لذلك سمو ولي العهد، إذن نحن ليس في حرب طارئة ووقتية، إنما تجذر ومعالجة وإعادة بناء حقيقي للقيم الأخلاقية والضمائر.
وحتى نصل إلى مضامين محاربة الفساد التي تحولت إلى شعار لدولتنا، وبدأت بعض الدول تتبنى فكرة مكافحة الفساد وجعل النزاهة هي الخيار الإستراتيجي، أقول حتى نصل إلى حجم هذه الحرب نعود لكلمة خادم الحرمين الشريفين أمام المجلس حين قال: «وقد عزمنا بحول الله وقوته على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن، وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة. وما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على كافة المستويات وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص، وكذلك المقيمين بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم».
هذه العبارة من الملك سلمان من أقوى العبارات الإجرائية والتوجهات والأوامر التي تنص وبوضوح على العزم والحزم والقوة على مجابهة الفساد بإذن الله على الحرب عليه من أجل حماية بلادنا وبرامج التنمية التي تم اختطاف بعضها خلال السنوات الماضية حين كان الفساد أشبه بآليات العمل وهو المتحكم بمفاصل العمل المالي والإداري.