محمد عبد الرزاق القشعمي
أول مدني يحصل على شهادة العالمية من الأزهر.. أول معتمد للمعارف بالمدينة
* * *
وقال: «... وبتوجيهه وتشجيعه مارسنا تجربة اجتماعية رائدة، لا أعتقد أن أي مدرسة أخرى سبقت ثانوية المدينة إليها، وتهدف هذه التربية إلى تربية الطلاب القادة وإشراك الطلاب في تنظيم المجتمع المدرسي وتحمل المسؤولية وإدارة شؤونهم بأنفسهم، فأنشأت المدرسة هيئة طلابية سميت (الهيئة المدرسية) مكونة من ستة طلاب، مثل فيها كل فصل من فصول المدرسة الثلاثة بطالبين انتخبهما زملاؤهما بالاقتراع، وكانت هذه الهيئة مسؤولة عن استتباب النظام بالمدرسة، ومنع الشجار بين الطلاب، ومحاكمة الطلاب الذين يخالفون الأنظمة المدرسية، وتقرير العقوبات التي يستحقونها، وكانت قرارات وأحكام الهيئة تعرض على إدارة المدرسة فتقرها أو تعد لها، ثم تعلنها على لوحة الإعلانات».
نعته مجلة المنهل في المجلد 33 لربيع الآخر 1392هـ بقولها: «توفي إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة الموافق 29-3-1392هـ في المدينة المنورة أحد علمائها الأعلام وأدبائها وشعرائها الكبار وأعيانها وأماثلها.. الشيخ محمد سعيد دفتردار رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وأقاربه وعارفي فضله الصبر والسلوان..
والواقع أن وفاته كانت خسارة جسيمة للعلم والأدب.. لقد عرف الفقيد بالنزاهة والتقوى والسير على سمت السلف الصالح.. وقد كرس جهوده في العلم والتعليم تدريساً ونظراً وإدارة.. فكان مدير المدرسة الثانوية ثم معتمد المعارف في المدينة، وكان مديراً من النوع المثالي في علمه وأخلاقه وتدبيره وحرصه على إفادة طلابه ورفع مستواهم العلمي والخلقي.. وقد توفي رحمه الله في أواخر السبعينيات من عمره المبارك، وأسهم في نشر الثقافة الإسلامية والأدبية والفكرية بمؤلفات ومقالات كان ينشرها تترى في مختلف الصحف، وآثر هذه المجلة بكثير من مقالاته وقصصه وقصائده الغراء.. وقد نشر عشرات المقالات في تراجم أعيان المدينة وعلمائها وأدبائها في مختلف الصحف خاصة مجلة المنهل وجريدة المدينة المنورة، وطبع مؤلفات له في العلم وفي الأدب والتاريخ، وهو عميد بيت الدفتردار المدنيين، وهو شقيق فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ هاشم دفتردار حفظه الله وأطال في عمره في صحة وهناء. والمنهل تقدم أحر تعازيها إلى أسرته الفاضلة وعلى رأسهم فضيلة أخيه الشيخ هاشم دفتردار، وأنجالهما وعلى رأسهم السيد يعرب دفتردار وإخوته وأصهار الشيخ المرحوم وتلاميذه الكثر وعارفي فضله.
هذا، وقد كتب رئيس التحرير مقالاً عن حياة الشيخ محمد سعيد دفتردار تحت عنوان (أعلام العلم والأدب في جزيرة العرب) وسينشر - إن شاء الله - في عدد جمادى الأولى سنة 1392هـ إن شاء الله».
كما رثاه الأستاذان شعراً: محمد العيد الخطراوي، ومحمد هاشم رشيد، وغيرهما.
جاء في (موسوعة التعليم) عنه قولها: «رحل مع أسرته إلى الشام والتحق بمدرسة الصنائع، ثم إلى بيروت لدراسة العلوم العربية، وفي عام 1348هـ درس في الأزهر وحصل على العالمية بكلية اللغة العربية، ثم التحق بكلية الشريعة بها وحصل على الشهادة العالمية عام 1359هـ، ونال إجازة التدريس.
عمل بالتدريس، وعين مديراً لأول مدرسة ثانوية بالمدينة، ثم معتمداً للمعارف بها، وأخيراً تفرغ للتدريس حتى تقاعده، ومن آثاره واحد وأربعون مؤلفاً ومخطوطاً».
كما ترجم له علي جواد الطاهر في (معجم المطبوعات العربية) بقوله: «... ألف محمد سعيد الدفتردار (بالاشتراك مع أحمد حسن كحيل، لعله مصري) كتاباً مدرسياً باسم (تاريخ الأدب العربي) في عدة أجزاء (لعلها ستة)، أملك منها الرابع، ط3، 1375هـ/ 1955م، القاهرة، دار النيل للطباعة، 50 ص. يتناول - فيما يتناول - النهضة الأدبية في المملكة - يفهم من حاشيته ص 27 أنه كان من طلبة البعثات الأولى...».
وخير الدين الزركلي في (الأعلام) قائلاً: «محمد سعيد الدفتردار: أديبب، من الكتاب العلماء. حنفي من مواليد المدينة المنورة ووفاته فيها. هاجرت أسرته إليها من البلقان سنة 1100هـ. وله نظم، واشتهر بسلسلة مقالات له في تراجم علماء المدينة وأعيانها، نشرها في جريدة المدينة المنورة ومجلة المنهل، كان جده (يحيى) وأبوه من سكانها، وتزوج أبوه بابنة الشيخ إبراهيم الأسكوبي. ونزح محمد سعيد مع أهله إلى دمشق في حرب 1914م وبعد الحرب سافر إلى مصر (1348هـ) فتعلم في الأزهر. وعاد إلى المدينة (1362هـ) فعمل مديراً لبعض المدارس نحو 20 عاماً وأسس نحو 30 مدرسة في المدينة وضواحيها. وله كتب، منها: (تاريخ الأدب العربي، ط) ستة أجزاء، و(محاضرات دينية، ط) عشرة أجزاء، و(نصوص مختارة، ط) ثلاثة أجزاء، و(مذكرات في تاريخ العرب قبل الإسلام، خ)» .
وأحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً) قائلاً: «... وقد التحق بالأزهر الشريف حيث حصل على العالمية منه عام 1359هـ، ثم درس في كلية الشريعة حيث حصل على التخصص في التدريس وقد أتم ذلك عام 1361هـ. رجع إلى الوطن حيث عمل مديراً للمدرسة الثانوية ثم معتمداً للمعارف بالمدينة، وأخيراً حط عصا التجوال في مجال التدريس بمدرسة طيبة الثانوية إلى أن أحيل على التقاعد».
وقال عنه سعد بن سعيد الرفاعي في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية): «... وقضى حياته محباً للعلم والأدب في منزل بسيط بباب المجيدي حتى وافاه الأجل في 29 ربيع الأول سنة 1392هـ (13 مايو 1972م) ودفن ببقيع الغرقد بالمدينة المنورة.
وقد كان - رحمه الله - شعلة نشاط لا تهدأ، قضى حياته في خدمة العلم والأدب والفكر إدارياً ومربياً ومعلماً ومؤرخاً وناقداً وشاعراً وقاصاً وباحثاً، ولنقل: كان موسوعياً اهتم بكتابة تاريخ الأدب العربي وأعاد كتابته بلغة عصره، كما تميز بكتابة التراجم بأسلوب رائع اتسم بالمصداقية والدقة، له إرث علمي متنوع، بعضه مطبوع، وبعضه إما مخطوط وإما متفرق بين الكتب والصحف...».
كما ترجم له أنس كتبي في (أعلام من أرض النبوة)، بينما لم يأت على ذكره محمد علي مغربي في (أعلام الحجاز) بأجزائه الأربعة.
هذا وقد خلف من الأولاد 8 أبناء و8 بنات.
نشر الجزء الأول في العدد 556
... ... ...
المراجع والمصادر:
- محمد سعيد دفتردار، محمد العيد الخطراوي، ط1، المدينة: نادي المدينة الأدبي، 1424هـ.
- شخصيات متميزة في مجتمع المدينة، محمد صالح حمزة عسيلان، ط1، 1437هـ.
- موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، الرياض: وزارة المعارف، ط1، ج5، شوال1419هـ/1999م.
- معجم المطبوعات العربية، المملكة العربية السعودية، علي جواد الطاهر، ط1، ج2، 1985م.
- الأعلام، خير الدين الزركلي، ط9، ج6، بيروت: دار العلم للملايين 1990م.
- موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً، أحمد سعيد بن سلم، المدينة، النادي الأدبي بالمدينة، ط1، ج1، 1412هـ/ 1992م.
- مجلة المنهل، مج 33، ربيع الأول 1392هـ.
- قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، الرياض، دار الملك عبدالعزيز، ط1، ج1، 1435هـ/2013م.