نادية السالمي
«لعل الموت ينسانا»
هذا العشم كم تجشّم من أجله أموات الأمس رواد سياسة وثقافة واجتماع وفن تصديقًا بأن «الذكر للإنسان عمر ثان»
الصيرورة حتى اشعار الموت:
نحن الأحياء إلى كتاب مسمى تمارس سنّة النسيان
دورها فينا
وهذا أحد أعذارنا إذا امتدت يد من السماء
لتخطف أحبابنا.. رموزنا..
عندها تدور بنا الحياة لنتذكر كم من التقصير
ارتكبنا وكم عنهم انشغلنا..
فيتركنا الموت.. موتى بهؤلاء الأحياء إلى لحين
ثم ننسى الموتى وننسى أنهم تركونا خلفهم
لنكون الوقود لموت جديد ونسيان
عتيد، وحزن بليد
يوم ستة من شهر ربيع الأول تدلى الحزن من أعلى سارية العلم واستلقى على نوتة موسيقية لينعى «إبراهيم خفاجي»
فتفتحت القلوب المؤصدة على مشاعر غلفها النسيان - في سابق الأيام بالنكران-
فتفتقت إذعانًا للفقد ..دعاءً وعرفانًا.
اليوم ما عاد «خفاجي» بحاجة لمعرفة حجم هذا الحب، لن يسمع رثاءكم ولن يقرأ دموعكم ولن يوجعه بعد اليوم تقصيركم.
اكتفى ببصمة تركها على لسان كل سعودي ورحل كما يرحل السلام تاركًا فراغًا هائلًا.
هل باستطاعتنا تحقيق حلم العمر الثاني؟
أقل ما يمكن القيام به اعترافًا بالفضل، وغفرانًا بتمادي التقصير، مراجعة حال أهله، إدراجه في موسوعة تضم مجموعة من رموز الوطن، أو بناء مسرح يحمل اسمه أو دارًا للأوبرا..
الموت الجديد:
وبعد هذا الدرس ستعدو بنا الأيام فيتراكم النسيان لتمارس ذات العجلة دورانها للوراء وسيتمثّل لنا الموت ثاقبًا بالفقد قلوبنا، عندها نتذكر أن التقصير كان مع الرموز سلوك حياتنا في حياتهم، وعذر كل من لم يعرف الخجل حرفه.