البراغماتية: هي السلوك المتناغم مع الواقع. والواقع هو التطور أي (الحياة)، وإذا كانت البراغماتية تدعم التطور فهي إيجابية، أما إذا «تقمع» التطور فهي سلبية، أي عندما «تكفرني» فأنت لا تخرج من الواقع إلى الخيال! وذلك لأنك ببساطة شديدة تمتلك «الحق» في تكفيري وتكفير غيري، وهذا واقع، وأنا لا أمتلك «حق» ليس تكفيرك وحسب، بل حتى الدفاع عن نفسي!
السارق «براغماتي» أيضاً، فهو لا يسرق في النهار حيث حشود الأعين، إنما في الليل بعد «قتل الحارس»، وهذا منتهى البراغماتية لأن سلوك السارق في هذه الحالة يأخذ الواقع بعين الاعتبار. ولكن هل يجوز لي أو لغيري «الاكتفاء» بتسمية مثل هذا السلوك براغماتي؟.. إنه بالفعل براغماتي ولكنه «سرقة» في نهاية المطاف! .. لماذا زرع الإعلام «العالمي» في ذهني وذهن غيري أن البراغماتية دائماً إيجابية حتى لو كانت فسادا أو سرقة؟
تسمية الأمور بغير مسمياتها هو خداع. والخداع بالقول أو الفعل أو كليهما يسمى «ديماغوجية» في الإعلام العالمي الذي يدعي النزاهة والحياد. إذن في هذه الحالة عندما تقول لي إعلامياً إن السرقة، وخاصة بحجم مدينة «كالقدس» هي براغماتية، والسبب السبات التاريخي «للعرب»، سأقول لك إنها «براغماغوجية»، وإذا تتعامل معي على أنني «لوح» فيصبح الأمر «براغمالوحية»، وإذا تمددنا قليلاً في اشتقاق المصطلحات، نكتشف «البراغمااستحمارية» و«البراغمااستغفالية» و«والبراغماإمعية» ... إلى ما لا نهاية.
إذا كان الإعلام العالمي نجح في تنويم العرب مغناطيسياً أو ربما «مندياً» أو «مفطحياً» أو «همبرجرياً» أو غير ذلك، ماذا سيفعل الإعلام العالمي «البراغماتي» تجاه الرأي العام الأوروبي، الذي رفض سرقة «القدس» بنسبة 65% حسب استطلاعات الرأي الأوروبية ذاتها؟ فهؤلاء ليسوا خاضعين «للاستحمار» ، أين ذهبت البراغماتية في السياسة الخارجية العالمية؟
ماذا لو سقطت السلطة الفلسطينية وأعيد إنتاج منظمة التحرير الفلسطينية بدون فريق «الاستسلام»؟ وإلغاء أوسلو كما ألغيت «موصلو» و»حلبو» وحدود «سايكس وبيكو»، وفلتت الأمور من «الاستحمار» العالمي؟ ألا يخشى هذا الإعلام من سقوط كل الخطوط الحمر أمام الحشود الشعبية والقوات الرديفة؟ إنني لا أستطيع التفكير براغماتياً منذ نعومة أظفاري! أنا ضحية التلقين و»البراغماحمورية».
** **
- د . عادل العلي