الصباح بهجة الحياة وكلمتها الأولى ، في كل مرة تدور الأرض يصافحنا بياض النهار ودفء الشمس وغزل أشعتها واحتضانها لنا.
كم مرة استيقظنا على غيوم سوداء تخنق السماء وتكتم أنفاس الصباح وتعلن سوداوية اليوم، ولكن في النهاية النور يهزم الظلام يتسلل ويفتق الغيم بلطف ليقول أنا هنا..!
تغزلنا بالصباح ونوره غردنا في وسوم مختلفة كتبنا وغنينا حتى فيروز أقسمنا أن لا تحضر في يومنا إلا صباحاً، ولكننا لم نفلح في اختصار المعنى وإجادة الوصف وقفنا فقط حائرين أمام روعة حضوره وكيف يغشانا بلا إرادة منا.
في سورة التكوير يقول سبحانه وتعالى «والصبح إذا تنفس»( 18 ) هل هناك أعظم من هذا التصوير؟!
آية من ثلاث كلمات في كتابنا المجيد الذي تعهد الرحمن بحفظه تنفسنا المعنى وتعلمنا كيف تكون الحياة، كيف اختصر الله لنا أنفاس الصباح من بعد عسعسة الليل وكتمانه لكل ذرة هواء تخرج من رئتي السماء.!
كم نحن محظوظون بالصباح وحضوره ولكن كم واحد منا يدرك معنى الحياة الذي ينطوي تحت امتداد كفه ومصافحته لنا؟!
كم واحد منا ارتشف قهوته وهو ينظر إلى السماء من فوقه ويردد الحمد لله على نور القلوب قبل الأرض.؟
لا أجيد إلا حب الصباح وحب كل ما فيه حتى البشر الذين يعشقونه وأحبهم يرفلون بالنور من حيث لا يعلمون..!
دمتم أنفاساً للصباح ودام لكم ..
** **
- بدرية الشمري