من أين تبدأ الكلمات قصتها؟ وكيف تمارس تمريناتها الصباحية بالالتزام ذاته الذي تمارسه الأقلام التي تعيش حالة استرخاء في حياتها غالبًا؟
أحاول أن أسير والكون في توازن معقول، ولا أجيد قياس الأبعاد. فإذا انتفضت وردة خفضت رأسي لألتقط العطر والندى. إنه انتفاض الروح للروح.
ليس في الفرار إلى الشارع البعيد فرار من الآخرين، إنما تلك محاولة جدية للاختلاء الذاتي ولملمة شظايا النفس وحسب.
فقد تتكون الأفكار الخلاقة بالترحل إلى أمكنة أخرى.
إذا اهتز غصن انتبهت إلى ذلك الطائر المقبل على الشجرة في فرح؛ ولذلك فأنا أتفقد عنقود قلبي، وألمس ظلي، وأجده دون عنقوده.
ألا تتمهل الأوجاع في ردم غيم بؤسي؛ لتتجاوز شروخي في الداخل؟!
دائمة الشباب متجددة باستمرار هواجسي الفتية. كم أخشى علي من تجددها.
في يومي ومعه تبدأ الحياة فجأة، وتأخذني إلى منتهى النشوة، ثم تخفضني إلى هاوية لا ترأف بي. تجود الشاشة الذكية بلقطات ثرية، تميل بحسي إلى أقصى درجات الشفافية. تعلم الشاشة الذكية مدى غوايتي باللقطات المصورة وبالعدسة.
أتفاعل مع كل أغنية وصورة؛ فكل المعاني تحتشد في الصورة والأغنية أيضًا.
يخترقني البؤس كما تخترق قطرات المطر التراب الجاف المجدب، أو كما تخترق أغنية أو موسيقى قلب سامعها.
إنما نتحسس يومًا عن يوم مشاعرنا لنستعيد طاقاتنا العاطفية محاولين أن نزيح عنها الغبار. فما هي النتيجة الحتمية لملء ذلك الفراغ العاطفي المغبر؟
إنما نحن بضع حواس أقواها الأحزان.
إنما نحن قصص قصيرة جدًّا بل قصاصات، سمها ما شئت، إلا أننا تفاصيل عن واقعنا.
لن أصطنع حكاية لحظتي لأكتبها..
لكن من يمكنه أن يعوض فقدك وحاجة الآخرين الماسة إليك؟
لا أحد سواك.
** **
- هدى الدغفق