علي الخزيم
من أقوال خادم الحرمين الشريفين أيده الله: (يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا والسعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية). (مواقف المملكة ثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني)، ثم يأتي من يزايد على مواقف المملكة منذ تأسيسها على يد الملك الموحد عبد العزيز رحمه الله تجاه القدس الشريف والقضية الفلسطينية، هنا هرم القيادة ورأس السلطة بالمملكة ملك الحزم والعزم يؤكد في كل مناسبة ومحفل دولي وكل لقاء مهم مع زعماء العالم هذا التوجه السعودي بشأن قضية العرب والمسلمين قضية فلسطين، غير أن أهواء وتوجهات معادية ومغرضة لا يعجبها هذا الموقف الثابت للمملكة وتعمل على زعزعته لدى الرأي العام الفلسطيني بصفة خاصة والرأي العربي الإسلامي وكذا الدولي بشكل عام؛ ليس حباً وانتصاراً للقضية ذاتها، بل للنيل من مراكز المملكة وسمعتها النقية إقليمياً ودولياً، والمعيب أن هذا الإيذاء يصدر ممن يزعمون كذباً أنهم يناصرون القضية من عرب وعجم، بل من أشقاء (أو أننا كنا نظنهم كذلك) ممن ابتليت بهم شعوبهم بلا ذنب اقترفوه، وبمساندة مأجورة عميلة من مرتزقة وأبواق تقتات وتتكسب من مفاصل القضية ولا ترجو حلها لضمان تغذية حساباتها البنكية مقابل نعيقها وافتراءاتها ضد المخلصين ممن يتبنون قضايا العرب والمسلمين وينشدون السلام والمحبة للجميع، هم لا يرضيهم ذلك خدمة لأسيادهم أعداء العرب والمسلمين وإن كانوا بالاسم من أبنائهم، وذلك للتعمية والتعتيم على المواقف السلبية الظالمة من أسيادهم مدعي نصرة القضية الفلسطينية.
أعداء المملكة والإسلام ينتظرون كل فرصة للانقضاض وتوجيه سهام الحقد والكراهية، وتغذية الرأي العربي الإسلامي البسيط بإملاءات وإيحاءات إعلامية طبقاً لنظرية (التأطير الإعلامي) ويمكن تقريبها لغير ذي الاهتمام بالنواحي الإعلامية؛ بأنها عملية ضخ معلومات ومواد إعلامية موجهة مجتزأة أو منتقاة بحسب الهدف الذي يريده من يبث سمومه وأفكاره ضد قضية ما، وليس كما يريد المتلقي الذي يريد الحقيقة، وذلك بإطار مُعد ومدروس لتغييب المتلقي وجرِّه إلى الهدف المراد واستثارته فكرياً أو عاطفياً لخدمة التوجه السلبي المقصود، وهذا ما تتعرض له المملكة بين فينة وأخرى، فمع توالي الأحداث والمتغيرات يستغلها المغرضون لتأليب العامة (هنا وهناك) ضد سياسة المملكة وتوجهاتها الإنسانية السلمية الخيرة والتأثير عليها سلباً بعكس الهدف الحقيقي المنطقي المنشود، وهم وإن نجحوا في حالات أو بصفة مؤقتة بحالات أخرى؛ لا تلبث مؤامراتهم دون أن تنكشف للملأ، والعجيب أن هذا (الملأ) يعاود التصديق في مواقف تالية، ذلكم أن التأطير الإعلامي له قوته أحياناً على العامة لا سيما من لم يتحر الصدق ويستعجل الأحكام ولا يتروى عند النقل وحديث المجالس ونشر الرسائل الإعلامية المزورة الكاذبة المسمومة.
ولأن أقرب ما اتهمت به المملكة ما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية للقدس، فلا أدل على إرجاف الناعقين أنه قانون أمريكي أقر منذ أمد وكل ما في الأمر أنه ينفذ مبدئياً الآن، فما دخل المملكة بالموضوع؟!