سمر المقرن
أستغرب كثيراً ممن يشنون حملات ضد زواج السعوديات من الخارج، بل الأدهى والأمر ممن يشنون حملات ضد أبناء المواطنات السعوديات المتزوجات من الخارج، في الوقت ذاته لا يرون أي مانع من زواج السعوديين من الخارج، ولا يطالبون بما يطالبون به ضد أبناء السعوديين من أمهات غير سعوديات. أتصور أن الزمن تغير، وأن المرأة السعودية لم يعد الرجل السعودي هو خيارها الأول والأخير، فمن حق المرأة أن تتزوج من ترى أنه سيسعدها، ومن حق أبنائها أن يحصلوا على الحقوق التي تكفل لهم الحياة الآمنة في البلاد، مثلهم تماماً مثل أبناء الرجال المتزوجين من الخارج. لا أدري إلى متى وهذه النظرة «الذكورية» ضد المرأة، ومنعها اجتماعياً من نفس الامتيازات التي يحصل عليها الرجل؟ لماذا تحديد خياراتها وعمل سياج حولها من الوصاية غير المبررة؟ أتفهم جيداً وجود قوانين ليست في صالح المرأة المتزوجة من الخارج ولا في صالح أبنائها، لكن أن يكون هناك من يقف بالمرصاد ضد خياراتها فهذا أمر عجيب جداً في مرحلة نعيشها مليئة بالانفتاح والتغيير والنظر لما هو في صالح الوطن والمجتمع والمرأة.
أتعجب أيضاً من لغة -بعضهم- الركيكة تجاه هذه الفئة من النساء وتجاه أبنائهن، وأستغرب من نظرة جحود البعض لإخوتنا العرب أو ممن يسمونهم «الأجانب» وأنا ضد تسمية العربي بالأجنبي، بل وأتمنى أن يُعامل من يسمي العربي بالأجنبي وفق قانون «العنصرية»، فهذا الأسلوب همجي جداً وبعيد عن الوفاء والامتنان لمن عاشوا معنا على هذه الأرض وساهموا في بنائها وتنميتها.
من وجهة نظري أرى أن تجنيس «المميزين» من أبناء وأزواج المواطنات هو أحد احتياجات التنمية، بل إن هؤلاء هم الأقرب لنا وولاءهم في الغالب لهذه الأرض التي ولدوا وعاشوا عليها، إننا بحاجة إلى المميزين كما تفعل دول العالم الأول لاستقطابهم وكسبهم كمواطنين، وهم بلا شك أفضل من -بعض- المواطنين العالة على المجتمع وعلى التنمية، ومنهم كثير أفضل ممن يحارب هؤلاء ويحارب المرأة وأولادها من أب غير سعودي، كما أن اللغة الفوقية عند الحديث عنهم هي أحد دلائل الإفلاس الفكري والسطحية البالغة، لأن أسلوب الجحود كما نعرفه بالعامية «قلة أصل»..!