هالة الناصر
لاشك بأننا نعيش ولله الحمد أزهى وأجمل مايمكن أن يحلم به مواطن سعودي من حرص القيادة حفظها الله على رفاهية المواطن وقبلها توفير بيئة طبيعية تتميز بالعدل والضمير ومحاربة الفساد على كافة الأصعدة والمستويات، وللتاريخ فإن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله استطاعا بتحقيق ماكنا نتوقع بأنه من الصعب تحقيقه فيما يتعلق بتنظيف البلاد من سرطان الفساد الذي ظل لسنوات وهو ينخر في جسد الأمة والشعب السعودي الذي كان يعرف كل تلك التفاصيل ويرقب اليوم الذي تحدث فيه عاصفة حزم تجتث الفساد من جذوره وتبذر بدلا عنه شتلات النزاهة والتحضر وهذا ماجعل جميع وسائل الإعلام العالمية تتحدث بإعجاب وإيجابية عن سعودية جديدة وقيادة شجاعة تغلب مصلحة المواطن فوق أي مصلحة أخرى، ولو أن الكثير من المشاريع التي أهدرت أو بالأحرى سرقت بحجتها مليارات الريالات تم إقرارها بعد عاصفة حزم مكافحة الفساد لما وصلنا إلى مانحن عليه الآن من بنية تحتية رديئة، مثال ذلك مشروع قطار الرياض الذي لم تكن الرقابة عليه كما يجب ويتضح جليا عدم دراسة جميع الظروف المحيطة بمثل مشروع ضخم وجبار مثله، اعتراه ماكان يعتري أغلب مشاريع البنية التحتية في بلادنا من ولادة متعسرة وبطء تنفيذ شديد وعدم مراعاة انسيابية حركة السير وتعطيل يجعلك تكره اليوم الذي تقرأ فيه خبرا عن البدء في تنفيذ مشروع جديد لإحساسك بأنك ستهرم قبل أن ترى نفعه ولنا في ذلك أكبر وأسوأ مثال على هذا النوع من المشاريع التي تضيق عليك حياتك ويداهمك شعور بأنك ستموت ولن يتم الانتهاء منها مثل طريق الملك عبدالله رحمه الله الذي حتى كتابة هذه السطور لم يرتح سكان مدينة الرياض من قطعه الخرسانية الحمراء التي أصبحت أكثر من عدد السكان وكأنها وحوش متنمرة تريد الانقضاض على المارة، بعد عاصفة الحزم ضد الفساد لن تهدر أو تسرق المليارات ولن يصرف ريال واحد إلا في مكانه، وسنرى بنية تحتية حقيقية تراعي عدم التضييق على المواطن في حفر ودفن لانهاية له، سنرى مشاريع لاتستفزنا بعدم جدواها وسنشاهد الرقابة في كل مكان على جميع مراحل المشروع، سنوات قليلة جدا وسنرى مشاريع نزيهة تجعلنا من أهم دول العالم المؤثرة، إذ لايصنع بلد عظيم مثل النزاهة والعدل اللذان أصبحا عنوانا لحياة السعوديين الجديدة.