الدمام - سلمان الشثري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن موضوع السلامة المرورية أمرٌ يمس كافة فئات المجتمع، مبيناً أنه ومع كل أسف لا يكاد يخلو منزل إلا وفيه من تعرض لحادثٍ مروري، وقال سموه: «نعم، الحوادث كثيرة، والضحايا كثر، إلا أن همة الرجال وعقولهم، وعملهم الدؤوب، والاطلاع على تجارب الآخرين للاستفادة منها، ومن التنظيمات المرورية المتقدمة، والابتكارات الهندسية، ستساعد على الحد من هذه الحوادث، وتخفض نسبها، ونعلم أن الطريق ليس بالقصير، إلا أن البدايات تبشر بالخير».
وقال سموه لدى استضافته للجمعية السعودية للسلامة المرورية وضيوف الملتقى الرابع للسلامة المرورية بمجلس الإمارة الأسبوعي «الاثنينية» نسعد بضيوفٍ كرام جاؤوا من مختلف مناطق مملكتنا الغالية، ومن خارج المملكة، فأهلاً ومرحباً بهم، وأتمنى أن يجدوا المنفعة التي يرجونها في فعاليات هذا الملتقى»، مضيفاً: «لقد بدأنا نلمس نتائج إيجابية للجهود التي بذلتها لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، إلا أن هذه الجهود لا تزال بحاجةٍ لمشاركة كافة فئات المجتمع، للعمل بشكلٍ جماعي من خلال مساهمة كليات الهندسة، ومراكز الأبحاث، مع إدارات المرور في مختلف المناطق، لإيجاد الحلول الهندسية، والتنظيمية، لكل ما يعزز قيمة السلامة المرورية، وبالتأكيد أننا وتحت مظلة مجلس وزراء الداخلية العرب سنصل إلى حلول ونتائج مثمرة بإذن الله».
وقال سموه: «نحن قومٌ مؤمنون بقضاء الله وقدره، خيره وشره، إلا أن هذا لا يعني التكاسل والركون للواقع، بل لزامٌ علينا أن نبحث عن الحلول، وأن نبدأ بأنفسنا في تطبيق هذه الحلول، قبل أن نتحدث به في محاضرات أو كلمات، فهذه الآلة التي من المفترض أن تكون وسيلة تخدم الإنسان، تحولت بكل أسف إلى آلة مضرة، نتيجة إساءة استخدامنا لها في كثير من الأحيان، الأمر الذي يضع الجميع مسؤولاً أمام الله أولاً عن نفسه، وعن أبنائه، وعن إخوته، عن سلامتهم، وعن التزامهم بتعليمات السلامة المرورية، واحترامهم للطريق وآدابه، والمسؤولية على الجميع في ذلك لا تتجزأ، ففي المجلس يشاركنا رجال القضاء الذين أكرمهم الله بالعلم الشرعي، ومديرو جامعات وأساتذة تعليم يتولون مسؤولية عدد من الطلبة ومراكز الأبحاث والدراسات، ورجال أعمال لهم دورٌ هام في دعم هذه القضية، وطلبة ممن لهم دور هام بوعيهم وإدراكهم في بناء المستقبل، فكل فرد منهم عليه مسؤولية عظيمة» مشيراً إلى أن لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية وقعت الأسبوع قبل الماضي مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية مذكرة شراكة لتضمين خطب الجمعة، والدروس التوجيهية، والكلمات التوعوية، مفاهيم وقيم عن السلامة المرورية، ودور كل فرد ممن يحضر للاستماع لهذه المنابر في تحقيق هذه القيمة، وهذا يدفعني للحديث عن أهمية عقد الشراكات بين مختلف الجهات، لنشر الوعي، فالوعي أول الركائز في مواجهة هذه المشكلة، كما أدعو الضيوف الذين يشاركوننا في هذا الملتقى من مختلف مناطق المملكة، والذين بكل تأكيد يعانون من هذه المعضلة، إلى أن يستفيدوا من تجربة لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، ويبادروا بعقد الشراكات مع مختلف الجهات التي تعنى بالأمر في مناطقهم، وأيضاً نقل ما استفادوه من خبرات ومعارف في هذا الملتقى إلى المناطق التي جاؤوا منها، ليكون لدينا بإذن الله رصيد تراكمي من الخبرات، يسهم في الحد من هذه الحوادث».
ورحب سموه بحضور المجلس من ذوي الإعاقة نتيجة الحوادث المرورية قائلاً «هم ليسوا مصابين، بل هم سفراء، يمثلون كل من ابتلاه الله بإصابةٍ من حادثٍ مروري، ينقلون تجربتهم، ويحذرون المجتمع ويوعونه بخطر الخطأ الذي ارتكبوه، أو ارتكبه غيرهم في حقهم، فالحوادث المرورية أمرٌ لا يوجد أحد في مأمن منه، فكلنا نستخدم هذه المركبات، ونستخدم الطرق إما للتنقل لأعمالنا، أو السفر، وإن كان المرء ملتزمٌ بتعليمات السلامة، جاء بعض المتهورين والطائشين الذي لا يأبهون لسلامة أنفسهم أو سلامة سالكي الطريق فأضروا بهم، وبمن معهم»، مختتماً سموه حديثه بتوجيه الشكر للجان المؤتمر، حيث قال «الشكر لمعالي الدكتور عبدالله بن محمد الربيش مدير جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل رئيس الملتقى، ولكافة الضيوف والمتحدثين الذين كانوا إضافة لهذا الملتقى، والشكر كذلك للجمعية السعودية للسلامة المرورية، ونحمد الله أن وفق لعقد هذا الملتقى بحضور هذه الكوكبة المميزة، من أصحاب المعالي، والخبراء والمتحدثين من مختلف الدول.
من جهة أخرى ألقى رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية بمجلس وزراء الداخلية العرب، الأستاذ فريق العفيفي، كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، على الدور الفاعل الذي تقوم به لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، وعلى إقامة هذا الملتقى الذي يعد نقطةً فارقة في نشر وتعزيز مفهوم السلامة المرورية، وموضوعه الذي يواكب العصر باستخدام التقنية لإدارة الحركة والنقل وتعزيز السلامة في الطرقات، مبيناً أن المملكة تشهد ولله الحمد تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات، ومنها الجانب المروري، الذي شهد تحسناً ملحوظاً، منوهاً بما توليه حكومة المملكة من اهتمام لأن تكون نموذجاً رائداً في التعامل مع المشكلات المرورية، بما تستحدثه من أنظمة وتشريعات، وما تنفذه من برامج توعوية وتطويرية، معرباً عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الملتقى، الذي كان ثرياً بما تم طرحه من أوراق عمل، وأفكار، ومداخلات من المختصين والمهتمين.