عثمان أبوبكر مالي
أسعد قرار رفع عقوبة الإيقاف عن كرة القدم الكويتية، الذي صدر في السادس من ديسمبر الجاري، جماهير الرياضة الكويتية والخليجية والعربية بشكل عام، بعد انتهاء أزمة (تعارض) قوانين الرياضة الكويتية المحلية مع القوانين الدولية (الفيفا)، التي حدثت عام 2015م بسبب (وجود بنود في القانون الكويتي الجديد تتضمن تدخلاً في شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم)، وهو ما يتعارض مع قوانين الفيفا التي تنص على (أن تكون جميع الاتحادات في عضويتها مستقلة تمامًا، وتمنع تدخل أي طرف ثالث في شؤونها وشؤون أعضائها).
كان لقرار الإيقاف (المحزن) تأثيراته السلبية الكبيرة على الشباب، وعلى كرة القدم، بل على الرياضة الكويتية عمومًا؛ إذ كان من نتائجه حرمان اللعبة طوال فترة الإيقاف من الحضور والمشاركة في المباريات الدولية (إقليميًّا وقاريًّا ودوليًّا) للأندية والمنتخبات على السواء؛ إذ تم تجميد نشاط المنتخب والفرق الكويتية من البطولات التي ترشحت لها أو حتى تصفياتها، وتعليق مشاركتها في أي بطولة، سواء كانت رسمية أو ودية، وأيضًا إيقاف عضويتها في عدد من الاتحادات الرياضية الدولية الأخرى.
أول خيرات رفع الإيقاف هو (العودة السريعة والعاجلة) لبطولة الخليج العربي لكرة القدم إلى الكويت، وإقامتها في الموعد المقرر سابقًا، وبمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي كافة واليمن، وفي مقدمتها (الأزرق)، ذلك المنتخب العريق بأدائه وبهائه ورونقه الخاص، ونجومية لاعبيه، وروحهم، وما يضفيه من قوة في المنافسات والمباريات التي يكون طرفًا فيها، خاصة عندما تحتدم المنافسة (الشريفة).
بطولة الخليج هي (جوهرة) المنافسات في الرياضة والكرة الخليجية، وهي إرث رياضي وكروي عريق، له جذوره العميقة في الرياضة والمجتمع الخليجي، وهي البطولة التي (وضعت) قواعد البناء الأول والحقيقي للرياضة في المنطقة، وكانت (قاعدة) انطلاق وتطور كرة القدم الخليجية، وإليها يرجع الفضل في (إقامة) المنشآت الرياضية العملاقة، والملاعب الضخمة وعموم البنى التحتية للرياضة، واستحضار كل أدواتها ومقوماتها الرئيسة وتطويرها؛ لذلك فإن السعادة كانت حاضرة بعد صدور قرار رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، وزادت بعد أن أصبحت أولى ثمرات القرار عودة (جوهرة) بطولات المنطقة على أرض (سيد ألقابها).
كلام مشفر
* إعلان معالي رئيس هيئة الرياضة أن تكون مشاركة (الأخضر السعودي) في خليجي 23 في الكويت (مختلفة) مؤشر على أن المشاركة ستكون قوية، وهو يواصل بذلك (دعمه) للعودة القوية والمظفرة للبطولة إلى الكويت الشقيق، بعد جهده ودوره وإسهامه المباشر والكبير في رفع قرار العقوبة، الذي أفرح الجميع، وأثلج الصدور. والله أسال أن يبارك في الجهود.
* رغم قصر الفترة، وعدم تسلم المدير الفني الجديد للمنتخب (أنطونيوبيتزي) مهامه (رسميًّا) بعد، إلا أن المشاركة القادمة للمنتخب السعودي يتوقَّع أن تكون بالأخضر الكبير تأكيدًا للحضور والدعم، وخطوة (على الهامش) في طريق المونديال.
* عندما تذكر بطولة الخليج منذ انطلاقتها قبل أكثر من أربعين عامًا (1970م) تمر الكثير من الذكريات والشواهد والمناسبات والأسماء الكبيرة في تاريخ اللعبة والرياضة التي يشار إليها بالبنان؛ بما لها من فضل على اللعبة والبطولة عمومًا.
* وليس ذلك على الصعيد الخليجي فقط، وإنما تتجاوز ذلك إلى الصعيد القاري والدولي، سواء من القادة التاريخيين والرواد الخالدين، أو الكباتنة الكبار واللاعبين النجوم، أو المدربين، وسائر المساهمين في مسيرة نجاح وتطور البطولة من أدوات اللعبة والرياضة عمومًا، مثل الحكام والإعلام وغيرهم.
* حتى على صعيد الجماهير الرياضية واهتمامها وتطور أدواتها وطرق تشجيعها فإن لبطولة الخليج فضلاً كبيرًا في ذلك؛ فهي أول بطولة تشهد تشكيل رابطة مشجعين تؤازر المنتخب السعودي في المدرجات، وكان ذلك في بطولة الخليج الثانية التي أقيمت على استاد الملز في الرياض عام 1972م، وبعدها في بطولة الخليج الثالثة في الكويت، واستمر تشكيل الرابطة التي ترافق الأخضر في البطولات الخارجية، ولا تزال.
* ستقام مباراتا الافتتاح والختام في خليجي 23 على استاد (جابر الأحمد الدولي) الذي تم افتتاحه رسميًّا قبل عامين (18 ديسمبر 2015م) في منطقة الفروانية جنوب الكويت، بمباراة استعراضية بين نجوم العالم ونجوم الكويت، وهو أحد أحدث المنشآت والمدن الرياضية في الكويت والمنطقة.
* يعد استاد جابر (سابع أكبر استاد عربي حاليًا)، وهو يحتل الترتيب الـ (25) عالميًّا، ويعد تحفة جميلة؛ إذ يمثل في تصميمه البيئة البحرية في الكويت، وبه إمكانيات مختلفة عن الملاعب الأخرى، لعل أهمها إمكانية الدخول إلى مدرجاته بالبطاقة الممغنطة.