محمد بن عبدالله آل شملان
التدفُّق العاطفي الذي يجري بدماء أبناء هذا الوطن ونظرائهم العرب والمسلمين المثاليِّين، هو خليط يجمع أصالة الانتماء للأرض وقوة الجاذبية العربية والإسلامية وهو ما تجسّده حالات الدفاع في أحلك الظروف وأقواها، فالمتأمّل في هاشتاق #السعوديون_يغضبون_لملكهم، عبر موقع التدوينات القصيرة الاجتماعي «التويتر» الذي حقق تفاعلاً هائلاً، وفيه قصة الحب والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أعزه الله-، يكشف أنّ الروح العاطفية والتلاحم بين السعوديين ونظرائهم العرب والمسلمين المثاليِّين كان أقوى من كل الخطط الانهزامية، ولذلك جندلوا الخصوم من المأزومين والمأجورين والغوغائيين العرب الذين باعوا ضمائرهم للشيطان، بقوة (مشاعرية) هائلة.
ومثل ذلك يحصل كثيراً عندما لا تحمل عناصر الإنكار والجحود والدناءة قتل هذا (التدفُّق) الروحي بين الملك سلمان وأبناء هذا الوطن وغيرهم من المثاليِّين العرب والمسلمين، وأقصد مفتعلي المشاكل ومن يقومون بدور (السوسة) التي تنخر بدفاع وحب التزام وأبناء هذا الوطن وغيرهم بالصدق وإعطاء الصورة الحقيقية الناصعة..!!
حالات الحب والإصرار للدفاع، كشف سرّها ذلك الهاشتاق، بعد جريرة القرار الأمريكي بالاعتراف بالقُدس عاصمة لإسرائيل، ونوايا نقل السفارة الأمريكية إليها؟ وتبنِّي الماكينات المُحرَّكة إعلامياً بالافتراءات الكاذبة من التقليل من موقف المملكة الواضح والثابت والحاسم في هذه القضية، فكان ذلك الهاشتاق سلاحاً فتك بكل لاعبي التهريج والدجل من خلايا عزمي بشارة وعملاء حزب الله الإيراني، إضافة لبعض الأذناب الفلسطينية المُهاجرة، وأجبرهم على الخضوع لجبروت الروح الوطنية والعربية والإسلامية، فكانت المفاهيم والحقائق هي حصيلة تاريخية لا تُنسى بمشاركة الغيورين في ذلك الهاشتاق.
يمكن لأي إعلام مأجور بالعالم أن يخمد فورة أسلوب من ينافسه أو طرائقه التعبيرية، لكنه قطعاً لا يمكن أن يوقف وطنيون وعرب ومسلمون، ينبضون كروح واحدة، يزأر من أجل الحقيقة، ويستغرب أياماً عندما تُزايد المواقف وتشوّه الصورة.. قطعاً لا يمكن لأي إعلام مأجور أن يفعل ذلك؛ لأنّ الروح والتلاحم والحب بين المليك ومحبيه سلاح خفي هدفه الانتصار ولا غيره..!
بالأمس وقبل ثلاثين عاماً، تسمَّر جميع من في ساحة والدنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بمكانه، وقد أهطعوا إليه، شاخصين بأنظارهم نحوه، وأولهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث قال: «واعلموا جيدًا أن المملكة تسير في وقوفها مع القضية الفلسطينية على السياسة التي اختطها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فقد قال الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- اتركوا الشعب الفلسطيني يجاهد ويكافح ومُدوه بالسلاح والمساعدة حتى لا تدخل الجيوش العربية المسيطر عليها من الحكومات، وتصبح المفاوضة مع حكومات فتضطر إلى سحبها كما جرى في الهدنة الأولى. نحن لسنا أعرف منكم بقضيتكم، ونحن حتى هذا اليوم على سياسة الملك عبدالعزيز نعمل على دعم الشعب الفلسطيني بكل ما نستطيع، ونقف معه في السراء والضراء، وفي كل موقف يتخذه لتحقيق أهدافه ومطالبه وغاياته بأي من الطرق وهي طرق شريفة ولله الحمد. ونحن نؤكد على أن معركة الشعب الفلسطيني ليست سهلة ومعركتكم مزدوجة داخل وطنكم وخارجه، وأنا أدعو الله عزّ وجلّ أن يوفق الشعب الفلسطيني وقيادته ويسدد خطاهم وينصرهم على من عاداهم.
ومرة أخرى أكرر دعم وتأييد المملكة العربية السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا لكم ونحن إخوة دائمًا على الحق والخير إن شاء الله».
وإلى اليوم.. ونحن أمام لحظة المتابعة والاستكشاف، لمجموعة من الوقائع على الأرض، التي تصب في مصلحتنا الإسلامية، وتستكمل مسيرة الوطن في قضية فلسطين، القضية الإستراتيجية الأولى على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
يختزل هذا الهاشتاق الصغير العنوان #السعوديون_يغضبون_لملكهم، وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» وأوطاننا العربية والإسلامية الممتدة والمترامية الأطراف، بسمائها وجبالها، ورمالها وأوديتها، وشطآنها وضفافها، كما استظلت به كل الشرائح بأعراقها ولهجاتها المختلفة، يدعمون قائد وطن المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة بكل تفاصيل حياتهم، ويتعاهدون على الحفاظ على كل شبر منه، ويتوحّدون في وجه كل من يمسه بخدش.. السعوديون هم جيش مملكتهم على الحدود وأمام الإعلام الكاذب.. فاحذر من غضبهم.!
مليكنا سلمان.. لك الحشيمة والكرامة يا تاج رؤسنا، ستبقى دوماً وأبداً شامخاً وشاهقاً كرؤوس القمم، ويبقى جاحدو دور وطنك وقيادته في سافل العفن. وإلى الأمام يا قائد الحزم والعزم والأمل.