«الجزيرة» - غدير الطيار:
شارك معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى في حفل جائزة يدان العالمية، كمتحدث رئيس في الحفل الذي يقام لأول مرة في هونغ كونغ بحضور الحاكمة الإدارية لهونغ كونغ وما يقارب 400 شخصية عالمية تعليمية.
وقال وزير التعليم في كلمته: «يشرفني أن أكون هنا بين هذه المجموعة من المتحدثين البارزين الذين كرسوا حياتهم المهنية لتحسين التعليم في المناطق عبر العالم، ونحن متفقون جميعًا أن أثمن الموارد لدى الدول هي قدرات شعوبها، لذا يجب أن يكون الاستثمار الأمثل لتلك القدرات أشمل وأوسع مما هو عليه في معظم الدول».
وأضاف العيسى: «المملكة العربية السعودية غنية بالثروات الطبيعية الوفيرة التي مكنت البلاد من التطور بسرعة كدولة حديثة، ومع ذلك فإن الاعتماد على هذا المورد الواحد يجعل الاقتصاد ضيق التركيز، وقد اعترفت حكومتنا بذلك وأطلقت أجندة طموحة كما هو مبين في رؤية 2030، التي تهدف إلى خلق اقتصاد متنوع يوفر فرصًا جديدة للجيل القادم ويخلق إمكانات مستقبل جديدة، وهذا يعني بناء اقتصاد قائم على المعرفة».
وأكد العيسى أن التعليم أحد أبرز أركان رؤية المملكة 2030 لإعداد الجيل القادم للمستقبل، وتجهيزهم ليس فقط بقاعدة واسعة من المعرفة، ولكن بالمهارات والكفاءات، فالتقليد المتمثل في نقل المعارف القائمة ببساطة لم يعد كافيًا، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة.
وأبان العيسى أن وزارة التعليم اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان جودة المناهج الدراسية، والعمل على الانتقال من التعليم التقليدي إلى منهج قائم على الكفاءة.. وهذا التحول يعني جهدًا كبيرًا لإعادة توجيه ودعم المعلمين الذين سيتغير دورهم في الصف الدراسي بشكل كبير، مبيناً أن التعليم تتعامل في هذه المرحلة المبكرة مع شركاء دوليين كالرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار (نايك) في الولايات المتحدة لاكتساب خبرة إضافية في تنمية الطفولة المبكرة من أجل تصميم المناهج والمعايير بشكل مناسب، وكذلك توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة التعليم في المملكة ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لاستكشاف الفرص، وزيادة تعميق التعاون في تصميم وتنفيذ التعليم بهدف تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية، إضافة إلى قيام لجنة تقييم التعليم بوضع إطار ومعايير عامة للمناهج الدراسية، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها المملكة على توفير مرجع للتطور المستقبلي المتسق لجميع البرامج المدرسية.
وأوضح العيسى أن المملكة تحقق تقدمًا مهمًا في دمج التعلم الرقمي، وهي إستراتيجية من شأنها أن تشجع المزيد من التعلم التفاعلي من خلال الألعاب وأشرطة الفيديو والكتب المدرسية التفاعلية، مما سيساعدنا على تهذيب المهارات التقنية لأطفالنا في سن مبكرة.
وتناول العيسى في كلمته تمكين المرأة في المملكة، وتقديم التعليم البدني والصحي للفتيات، وإضافة دورات للتعليم والتوعية بالقيادة الأمنة للفتيات ضمن برامج الجامعات النسائية، مشيراً إلى إدراك المسؤولين في المملكة للأهمية الحيوية لتحسين التعليم المهني، وإضافة خيارات التعليم المهني في المرحلة الثانوية كخيار ومكمل لاكتساب المهارات اليدوية والمهنية إلى المسارات الأكاديمية التقليدية.