«الجزيرة» - المحليات:
لم تتوقف كل أشكال الدعم المشروعة التي قدمها سلمان الحزم للشعب الفلسطيني طوال مرحلة عمله أميراً لمنطقة الرياض، بل كان يستثمر الفرصة تلو الفرصة للحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني والحثّ على تقديم الدعم له.
وهنا كلمة له تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني ووجوب تقديم الدعم له، وأن دعم فلسطين هو مبدأ سارت عليه المملكة العربية السعودية في كل مراحلها، حيث جاءت كلمته في (13-7-1420 هـ، الموافق 10-10-2000م) داعية المواطنين والمقيمين إلى التبرع لصندوق القدس ودعم أبطال الانتفاضة في فلسطين، وفيما يلي نصها.
نقف دائماً إلى جانب إخوتنا في فلسطين
كلمة الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير الرياض - التي وجهها إلى المواطنين والمقيمين للتبرع لصندوق القدس ودعم أبطال الانتفاضة في فلسطين.
الرياض - في 13 من رجب 1420هـ (10-10-2000م)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
في هذه الأيام يشاهد العالم أبشع المجازر التي ارتكبت وترتكب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت الأطفال والشيوخ والنساء والشباب دون تمييز في تحدٍ سافر للعرب والمسلمين، ويقف الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الهمجية، وهذه الغطرسة الإسرائيلية بكل فئاته وقفة رجل واحد يبذل أرواح أبنائه الطاهرة، ودماءهم الزكية دفاعاً عن حقوقهم الوطنية والمشروعة، ودفاعاً عن مقدساتنا الإسلامية، صامداً وصابراً ومرابطاً في مواجهة آلة الحرب والعدوان الإسرائيلية، مسلحاً بإيمانه بالله العلي، فيسقط منه عشرات الشهداء ومئات الجرحى يومياً برصاص الغدر الصهيوني مدافعاً عن أولى القبلتين.
وحيث إن هذه البلاد قيادة وشعباً تقف دائماً إلى جانب أشقائنا شعب فلسطين في محنته لنؤكد وقوفنا إلى جانبه في كل ما يحتاج إليه من دعم ومساندة وتأييد، وشعب فلسطين ينتظر من إخوانه أبناء المملكة العربية السعودية والمقيمين فيها كما هو العهد بهم دائماً أن يهبوا لتقديم كل عون ومساعدة تمكنهم من مواجهة هذا العدوان الغادر والآثم، وتعينهم على علاج ما أصابهم من جراح دامية مؤلمة، وتمكنهم من مواصلة الثبات والصمود حتى يستردوا حقوقهم كاملة غير منقوصة، ويسقطوا كل مشاريع التدنيس والتهديد لمقدساتنا الإسلامية في القدس الشريف واستعادة هويتها العربية والإسلامية. لهذا كله أهيب بالإخوة المواطنين والمقيمين إلى التبرع بما تجود به أنفسهم لانتفاضة القدس.
سائلين المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسنات المحسنين.
قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}. جزانا الله وإياكم خير الجزاء.