د. محمد عبدالله العوين
الله معك أيتها السعودية العظيمة الصابرة على حماقة ونذالة وصغار وتفاهة ورخص وقذارة وهمجية وجهالة بعض أبناء بني يعرب ومدّعي العروبة الذين اختطفتهم أمواج الكراهية والحسد والنقمة ونكران الجميل فأصبحت أيتها السعودية العظيمة يا قلب العرب النابض وراعية وحامية قبلة المسلمين ومسجد رسوله الأمين وجامعة كلمة المسلمين وناثرة الخير على كل محتاج في هذا الكون ومغيثة كل ملهوف في أية بقعة من العالم ومادة يد العون والمساعدة لا لمتنكري العرب ولا لجاحدي الفضل منهم ولا للعاقين من الرخيصين بائعي المواقف من كتاب مأجورين وأبواق مشترين؛ بل لكل إنسان في هذا العالم الفسيح بجامع يبنى لوجه الله، أو مسكن يؤوي فقير أو جمعية خيرية تسعف معوز، أو معونات من زلزال أو طوفان؛ أصبحت أيتها السعودية التي تبذلين من ميزانيتك أضعاف ما توجبه عليك فريضة الزكاة، فصدقاتك وإحسانك لا للفلسطينيين أو السوريين أو اليمنيين أو الصوماليين فحسب؛ بل لكل منكوب ومحتاج في هذا العالم دون من أو أذى؛ ولكنك مع كل ذلك وأنت تجاهدين بدماء أبنائك الطاهرة وبما تملكين من حكمة وقوة ورحمة وسلاح ومال عن شرف الأمة وكرامتها من تدنيس الفرس أرضاً عربيةً عزيزةً في جنوب الجزيرة العربية هي اليمن لا تستحقين من العرب الذين تكرمينهم وتمدين إليهم أيادي الغوث والعون والرواتب والكساء والطعام والمستشفيات الثابتة والمتنقلة وتدافعين عن اختطاف واحتلال بلدانهم من التتار الجدد القادمين من قم وطهران بقيادة فيلق القدس المزعوم؛ لا تستحقين سوى الشتائم والنكران!
آن لنا أن نتكلم، وأن نعرّي من باع فلسطين، ومن نسَّق وخطَّط وتآمر مع الصهيونية العالمية في واشنطن وتل أبيب والدوحة وإسطنبول وغزة ومرشد الجماعة وقاهرة مرسي لتتمدد إسرائيل لا على الجزء الشرقي العربي وكل فلسطين عربية؛ بل إلى خارج حدود فلسطين، لتعلم الشعوب العربية التي ضلّلها الإعلام الموجّه الكاذب أن الربيع المزعوم الذي هيأ لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل بدعم واعتراف ترامب ورفض كل العالم ليس إلا صناعة الصهيونية العالمية في واشنطن وأتباعها الخونة في قطر وإسطنبول وطهران .
آن لنا أن نتكلم وأن نمد أقدامنا في وجوه منكري الفضل والريادة والقيادة للعمل العربي والإسلامي الكبير الذي تنهض به السعودية .
آن لنا أن نقول بملء أفواهنا وبامتلاء قلوبنا ثقةً وعزةً وفخراً إن السعودية التي تتوسط قلب العالم العربي والإسلامي وتتشرَّف بوجود بيت الله ومسجد رسوله فيها وخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين تعمل بصمت وعلانية يعلم من يعلم ويجهل أو يتجاهل من يجهل لأداء رسالتها العظيمة التي شرَّفها الله بها لجمع كلمة العرب والمسلمين، والذود عن الحرمين الشريفين، ورد وإفشال مخططات وكيد الأعداء والطامعين في الهيمنة على الخارطة العربية وتفتيها؛ كما هي تسطِّر الآن بفخر وبسالة صفحات المجد في إسقاط مؤامرة «الخريف العربي» لتفتيت دول المنطقة وتدميرها .
آن لنا أن نتكلم وأن تشتغل كل وسائل إعلامنا بقول ونشر الحقيقة .
بعض الصمت ليس حكمة .