فهد بن جليد
نقيب الصيادلة في إحدى الدول العربية التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل يعلن عن مقاطعتهم للفياغرا الأمريكية وبقية الأدوية الأخرى التي لها بدائل, احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خوش ردة فعل وخوش احتجاج، فعلاً يجب أن يُضحي العربي بأغلى ما يملك من أجل قضيته الأولى.
إعلامية قطرية ضمن الحملة القذرة لتنظيم الحمدين تقول على تويتر أن السعودية أشغلت شعبها بحفلات الترفيه تزامناً مع قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (تنشر صورة سابقة لاحتفالات اليوم الوطني بالرياض)، وصحف ناطقة بالعربية موالية لإيران تتوسع في تشويه الصورة، بقصد إيهام القارئ بأنَّ هذه الاحتفالات جديدة وتمت بعد قرار ترمب، لم تخجل هذه الإعلامية وأشباهها من أتباع تنظيم الحمدين أنهم من أدخلوا إسرائيل إلى الخليج وخاصرة الأمة العربية، عندما خانوا وحدة الصف بالتعاون التجاري مع إسرائيل، واستقبال رئيس حكومتها السابق شمعون بيريز في الدوحة، ووقعوا اتفاقيات لبيع الغاز القطري وإنشاء بورصة له في تل أبيب.
لقد نسي هؤلاء أنَّ السعودية سبق أن ألغت أوبريت الجنادرية الرسمي أكثر من مرة -رغم أنَّه المُتنفس الموسيقي الوحيد آنذاك- تقديراً لما تمر به الأمة العربية والإسلامية من جراح ومآسٍ، فيما كانت الطبول تدق في تلك البلدان والعواصم، والحفلات الغنائية، والبرامج الترويحية والترويجية مُستمرة، وقوافل الوفود السياحية تتقاطر عليهم، دون أن يكترث أحد، أو يلومهم أحد، وكأنَّ على السعوديين وحدهم أن يحزنوا نيابة عن الأمة كلها, رغم كذب كل الاتهامات الباطلة التي تُساق ضد هيئة الترفيه من هؤلاء، ومحاولات حرمان المواطن السعودي من قضاء وقت ممتع مع أسرته بعيداً عن هموم العمل في نهاية الأسبوع، كحالة إنسانية طبيعية لكل البشر في كل العالم، بمافيهم أهلنا في الداخل الفلسطيني المُحتل.
هذه الحملات المسعورة المتنوعة التي تحاول بغباء استغلال موجة الغضب في الشارع العربي والإسلامي للنيل من السعودية ومواقفها التاريخية المُشرفة -انفضحت- بعد أن جيَّشوا الجيوش الإلكترونية لمُهاجمة المملكة، وكأنَّ على كل مسلم غاضب يريد نصرة القدس أن يهاجم السعودية أولاً، فالمُزايدة على الموقف السعودي الأطهر والأشرف للدفاع عن القُدس وعن كل شبر في فلسطين فضحته وكشفته أصوات أهلنا في داخل فلسطين، الذين دافعوا بحق لأنهم يعلمون ماذا تقدمه المملكة لهم، وما الذي تفعله من أجلهم، ولم ينساقوا لحملات التشويه المدفوعة، فيما غيرنا يحاولون الحفاظ على علاقاتهم ومصالحهم مع إسرائيل وعدم تأثرها بما يجري.
على كل عربي ومسلم أن يعيَ ما قالته المملكة جيداً في بيانها بأنَّ الخطوة الأمريكية «لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمُصانة للشعب الفسطيني في القُدس وغيرها من الأراضي المُحتلة، ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها».
القُدس مُحتلة ونحن لا نرتبط بعلاقات مع إسرائيل مثل غيرنا، حتى نعترف بالقُدس عاصمة لها بدلاً من تل أبيب، التي هي في الأصل في نظرنا أرض فلسطينية أخرى بينما عرب الشات يعتبرونها عاصمة إسرائيل.
وعلى دروب الخير نلتقي.