د.دلال بنت مخلد الحربي
أثبتت القدس أنها قضية محورية على مستوى العالم شرقه ومغربه، وأنها عمود القضية الفلسطينية، وأن العرب والمسلمين لا يمكنهم نسيانها ولا تناسي أنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
إن ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي هو دون شك استفزاز لا مبرر له إلا الانسياق وراء العدوان الصهيوني الجائر على الأرض العربية الفلسطينية، وما حدث خلال الأيام الماضية يؤكد أن هذه القضية أثرت في كل شعوب العالم تقريباً، وأظهرت أن العالم لا يزال يتذكر جيداً أن هناك قضية مصيرية ذهب ضحيتها شعب كامل هو الشعب الفلسطيني، كما أظهرت الأحداث الأخيرة أن القدس هي خط أحمر للمملكة العربية السعودية، وقد كانت كذلك منذ أن وقع الاحتلال الصهيوني، وما لحق ذلك من تطورات.
كانت المملكة هي مدافع رئيسي عبر ملوكها جميعاً من الملك عبد العزيز إلى الملك سلمان، ويعرف الجميع أنه على المستوى الشعبي هناك عاطفة جياشة داخل النفوس سببها هذا التأييد الجارف من قبل الحكومة لهذه القضية، فقد أكدت الأحداث الأخيرة أن القدس بالنسبة للمملكة مسألة لا مجال للتراخي فيها وكيف لا يكون كذلك، والمملكة هي حامية الحرمين الشريفين وهي قلب العالم الإسلامي وأكبر مؤثر فيه من خلال موسم الحج وزيارات العمرة.
ومن العجيب أن تنطلق بعض الأقلام وتخرج بعض الأصوات لافتراءات وأكاذيب تدلل على انعدام الضمير وعلى كراهية مقيتة لهذا البلد من عرب بالدرجة الأولى ليس لهم إلا محاولات التجني على المملكة وموقفها من القضية الفلسطينية وقضية القدس على وجه الخصوص.
المطلوب أن ينشط إعلامنا على نحو يبرز الحقائق ويخرس مثل هذه الأقلام والأفواه، ويبين كم دافعت المملكة، وكم بذلت من أجل هذه القضية التي يشوهها اليوم إعلام مضاد يكره كل خير لبلادنا.
إن قوة المملكة ومكانتها في العالم الإسلامي يجب أن تستغل في هذه اللحظة، ويجب أن يعرف أمثال هؤلاء المضللين عن أي دولة يتحدثون، وعن أي مواقف هم يزوِّرونها ويدلسون عليها.
نحتاج إلى صحوة إعلامية جارفة تواجه هذا الهجوم الشرس بلا هوادة.