سمر المقرن
موقف نبيل من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، في القرار الذي أصدره ويتضمن منع أي مسلسل أو برنامج فيه إساءة صريحة أو ضمنية لنساء المملكة.
في الحقيقة هذا القرار سيحد كثيراً من المزايدات الرخيصة على المرأة، وسيقلص من العناوين «البياعة» والمواد الإعلامية السطحية. (لكن) لو نظرنا إلى الواقع وطريقة تطبيق القرار سنجده صعب جداً، إذا ما نظرنا إلى أن أساس العمل الإعلامي يقوم على النقد الواعي وأن عرض أي مادة إعلامية يستحيل أن يأخذ منها فقط الجانب (الوردي) في الحياة، فكما أن الإعلام من المهم أن يُظهر الجانب الإيجابي من حياتنا ويقدم نماذج إيجابية، أيضاً من الضروري أن يقوم على تقديم النماذج السلبية بهدف معالجتها.
وهذه القضايا السلبية لا بد أن يكون طرفاً فيها أو كلها (امرأة).أنا لا ألوم الوزير في قراره الذي ظهر بسبب عدم وجود نماذج إعلامية متمكنة في طرح قضايا المرأة، والذي أتى بعد للأسف سنوات طويلة من الإساءة بقصد أو من دون قصد في طرح مثل هذه القضايا، وقد كتبت في وقت سابق أن العنصر الإعلامي بحاجة إلى كثير من التأهيل والوعي قبل طرح كثير من القضايا ومن بينها قضايا المرأة، لكن المنع التام لا أراه حلاً صحيحاً، بل الحل هو أن يكون هناك تخصص في قضايا المرأة، على ألا يطرحها ويعالجها سوى متخصصين قادرين على المعالجة السلبية بلا تجريح أو انتقاص، لأن الإشكالية الحاصلة هو أن أي شخص بإمكانه تناول مثل هذه القضايا وهو لا يملك الخلفية العلمية والمهنية الكافية لها، بينما لو حرص معالي الوزير على قضية التخصص من جهة والتأهيل من جهة ثانية، فإننا بعد ذلك لن نكون بحاجة إلى المنع التام، بل ستظهر مواد إعلامية ومسلسلات واعية في الطرح والمعالجة.
أتفهم جيداً رؤية معالي وزير الثقافة والإعلام، وحرصه على إظهار الأشياء الجميلة وأنا أتفق معه تماماً في هذه النظرة الجميلة والتي تسعى إلى رؤية الجزء المملوء من الكأس، وهذه ثقافة بحد ذاتها نحن بحاجة إلى نشرها في المجتمع بعد سنوات طويلة تم فيها تعزيز السلبية لدينا، لكن مع هذا كلّه، نحن أيضاً نحتاج إلى معالجة الأمور السلبية وتقديم هذه النماذج كجزء من المجتمع بهدف تغييرها للأفضل وتعديل هذه الجوانب التي نتمنى أن تنتهي، وألا يتبقى سوى الجمال، والجمال فقط.