أمل بنت فهد
حين تشتد الأحداث.. ويبلغ التصعيد مرحلة أقرب للانفجار.. ويحتار الناس.. ويخيم شعور عام بالعجز.. وقلة الحيلة.. فإن البشر تلقائياً يبحثون عن شماعة لتعليق فشلهم.. ورغم بشاعة الأمر ظاهرياً.. لكن من جهة أخرى أكثر قرباً من التفاصيل.. فإنهم يهرعون لمن يؤمنون في قرار يقينهم أنه الملاذ الأخير.. والخلاص الأكيد.
وهذا ما يحدث في الوطن العربي.. في نكباتهم المادية.. وخوف المصير.. والتداعيات السياسية المقلقة.. فإنهم حين يحاولون التنصل من المسؤولية.. يحاولون الصاق السبب بالمملكة العربية السعودية.. وكذلك المنتفعين من تدهور الأمور.. يستغلون الوضع.. ويحرفون الأحداث.. ويزيفون المواقف.. للنيل من السعودية.. هذا نهجهم لم يتغير.. ولن يتغير.
الجميل في الأمر أن أبعاد هذا السلوك لم تعد خافية على الشعوب العربية وغير العربية.. وبات واضحاً أن هذا التعلق المهيب بمواقف السعودية يقود إلى أمر عميق.. السعودية تقود العالم العربي.. وإلا لماذا تتكرر المحاولات تلو المحاولات لتحميل السعودية مسؤولية قرارات صدرت من دول أخرى.. لماذا الإصرار على إقحام السعودية في عثراتهم.. أليس واضحاً وجلياً أنهم يناقضون مواقفهم المنددة والمستنكرة.. وحتى الشاتمة!
عند الوقوع في مأزق فإنك تبحث عن المُنقذ.. عند التعثر تبحث عن يد ممتدة لتساعدك.. وإن كان شعورك غضب يواري حقيقة الرجاء والتوسل التي تغلف الموقف.
الكل يعلم ويدرك أن مواقف السعودية ثابتة.. لا تتغير.. لأنها حين اتخذت لم تكن عبثاً.. أو نتيجة فورة عاطفية.. أو حتى بهرجة إعلامية.. على سبيل المثال موقفها من القضية الفلسطينية.. ثابت لا يتزحزح.. تحت أي ظرف.. وفي كل الأحوال التي مرت والتي ستمر.. بينما غيرها من الذين يقتاتون على قضية القدس.. ليس لديهم إلا شعارات رنانة.. وهدير منابر.. وبكاء كاذب.. لأنك إن سألت عن الأفعال.. لن تجد إلا هراءً.. وتبجح.. واستغفال للفرد العربي.. إذ كيف يفوته ما يراه من عقد الصداقات مع المحتل.. والتعاون المشترك.. في حين لم تسجل السعودية موقفاً صديقاً معهم.. ورغم ذلك.. يأتِ الغباء على هيئة اتهام لنا!
قدمت السعودية الكثير ولا زالت تقدم.. ولم تمن على أحدٍ ما قدمته.. بل لا تزال على نفس المنهج.. رحمة للعالمين.. وقدوة صالحة.. وخيرات لا تنتظر رداً وجزاءً ولا شكوراً.
لذا ليتكلم الجاحد.. ويتهم الكاذب.. فالتاريخ اليوم مُثبت ولا يمكن إنكاره.. وليعلم حزب الطبالين.. أن صراخهم وشتائمهم كلها دليل قطعي أنهم ينتظرون دائماً وأبداً يد السعودية لتخرجهم من حفرتهم.