غسان محمد علوان
انقضى الدور الأول من دوري المحترفين السعودي بتصدُّر الهلال بفارق نقطتَيْن عن ملاحقه الأهلي، وفي رصيده مؤجلتان، من شأن نقاطهما أن تحلق به بعيدًا بصدارة الدوري مبكرًا، وتقربه من لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي. تحقيق الدوري على التوالي هو تأكيد لهيمنة فريق على مرحلة ما، وإثبات على علو كعبه مقارنة ببقية منافسيه.
أنهى الهلال الدور الأول بتعادل سلبي أمام الفتح المنقوص من مهاجمه البرازيلي جواو بيدرو الذي تم طرده منذ الدقيقة الـ50 من عمر اللقاء. استحواذ هلالي كبير جدًّا، ولكن دون خطورة ملموسة أو أهداف تترجم هذه السيطرة إلى ثلاث نقاط.
وهنا تطرح الأسئلة على الجهاز الفني بنادي الهلال ومدربه الكبير رامون دياز:
«هل كان تكتل الفتح أمام مرماه والدفاع بشكل كامل طوال دقائق اللقاء مفاجأة لم يتوقعها دياز؟
«هل تم قراءة طريقة وأسلوب فريق الفتح في لقاءاته الدورية السابقة؟
«هل هذا هو اللقاء الأول الذي يجمع المدربَيْن في تاريخ مواجهاتهما؟
«هل كان الفتح أول فريق يدافع بشكل كامل أمام الهلال؟ وهل سيكون الأخير؟
كل الأسئلة السابقة لها إجابة واحدة، هي: (بالطبع لا)، بل إن هذا اللقاء يعتبر الثالث أمام الفتح ومدربه فتحي الجبال، وكلا اللقاءين انتهى بفوز هلالي بهدف واحد، أتى في اللقاء الأول في الدقيقة الـ89، وأتى هدف الفوز الثاني في الدقيقة الـ96. فكم من لقاء يحتاج إليه دياز أمام كل فريق؛ لكي يجيد التعامل معه مستقبلاً؟
يحتاج مشجع الهلال إلى أن يرى على أرض الواقع بعض المرونة في التكتيك والتشكيل بناء على اسم وطريقة الفريق المقابل. وهنا أتحدث عن مرونة وليس تغييرًا كاملاً لجلد ونهج الفريق وطريقة لعبه الأساسية. مؤمن تمامًا بأن التشكيل الأساسي هو رسالة للمنافس وللاعبي فريقك على حد سواء. وعندما تبدأ أي لقاء بشكل قوي ومناسب تصبح تغييراتك لسد مكمن خلل طارئ، أو بسبب إصابة لاعب، أو لإراحة آخر بعد ضمان النتيجة. أما أن تكون كل تغييراتك من أجل تعديل البداية الخاطئة، ومحاولة مسابقة الزمن وخطف النقاط في آخر رمق، فهذا إجراء استثنائي، ويجب أن يوجد بشكل استثنائي أيضًا.
سيواجه الهلال دفاعًا مستميتًا من منافسيه، وحتى أمام بعض فرق المقدمة؛ فالكل يبحث عن مصلحته وعن النقاط بأي طريقة مشروعة.. فهل سيستمر الهلال ينتظر أهداف الدقائق الأخيرة ليتحصل على نقاط قد تأتي وقد لا تأتي من أمام فرق الوسط ومؤخرة جدول الترتيب، أم يخرج دياز من دائرة الراحة التي لا يحيد عنها، ويبدأ بتقديم بعض الأفكار الجديدة والمفيدة لفريقه لتجاوز مختلف العقبات التي لا تخفى على مدرب بحجم دياز، ولكن تحتاج منه إلى تفاعل حقيقي مع الأحداث، تجنب فريقه الإحراج والتوتر مع الفرق الأقل منه مستوى ونوعية لاعبين؟