يوسف المحيميد
حينما تُقام بطولة خليجي 23 في دولة الكويت بعد رفع الإيقاف الدولي عنها من قبل «الفيفا»، فهو منح البطولة نكهتين، الأولى مشاركة الكويت في البطولة، ولا أتخيل بطولة كأس الخليج من غير الكويت، وخصوصاً أن طفولتي ارتبطت بعمالقة الكرة الكويتية، جاسم يعقوب، وفتحي كميل، وفيصل الدخيل، والحارس الموهوب أحمد الطرابلسي، فكان المنتخب الكويتي عملاقاً لا يُقهر، قبل أن تقفز السعودية المشهد الرياضي الخليجي، بخطف كأس آسيا، ثم تسيّد بطولة آسيا نحو ربع قرن، ومشاركات متكررة في مونديالات كأس العالم.
النكهة الثانية هي أرض الكويت التي تُقام فيها البطولة، فالكويتيون أسياد الخليج كروياً، من حيث عدد البطولات، والجمهور الكويتي عاشق للأزرق، ومحب للتحدي، ومهما ظهرت منتخبات خليجية منافسة ومتطورة، يبقى الديربي الخليجي هو بين السعودية والكويت، والتنافس الجماهيري الأقوى والأكثر إثارة هو بين المدرجين السعودي والكويتي... فأهلاً بالمتعة التي اكتملت بعودة الأزرق.
وربما من المناسب الإشارة إلى بعض الأقلام الرياضية التي قلَّلت من أهمية هذه المنافسة، واعتبرتها غير معترف بها، ولا جدوى من الاستمرار في تنظيمها، فأعتقد أنها سبب رئيس في تطور الكرة الخليجية وقدرتها على المنافسة الآسيوية، والوصول إلى المونديال، خاصة السعودية خمس مرات، والكويت مرة واحدة، فهذا قد لن يتحقق لو لم تكن هذه الدورة التي تُنظم كل سنتين منذ سبعينات القرن الماضي، بكل ما فيها من منافسة وتحد شرس بين المنتخبات، الذي ازداد بعد أن تضاعف عدد المنتخبات المشاركة عن أول دورة عام 1970، ليصل إلى ثمانية منتخبات، بمشاركة العراق واليمن، مع دول مجلس التعاون الخليجي الست.
نحن موعودون بمتعة كروية، لأنها دورة الخليج، ولأن فارستها الكويت تنظّمها، ولأن منتخبنا المونديالي السعودي سيكون في ذروة استعداده للذهاب إلى مونديال روسيا 2018، فكونوا على الموعد.