فهد بن جليد
في الرياض تستطيع أن تأكل (صحن فول) بريالين، وستجد صحناً مماثلاً في مكان آخر بـ45 ريالا، هل نحن ندفع ثمن الفول أم ندفع قيمة (ديكورات المطعم، وأجور العمالة، وإيجار الموقع.. إلخ ) هذا ينسحب على أسعار بقية الوجبات العصائر، الفطائر، المشاوي، المُقبلات.. إلخ، فالتباين بين أسعار الأطباق المُتشابهة في المطاعم غير مفهوم وغير مُبرَّر، والمؤسف أكثر أنَّ تلك المطاعم التي يُقال إنَّها لمُستثمرين عرب أو أجانب، كفروع لسلسلة شهيرة من المطاعم لها حسبة مُختلفة وأرقام فلكية، وكأنَّها لنوعية مُحددة من الزبائن، مع تحفظي أصلاً على فتح باب الاستثمار للأجانب في المطاعم، فهم لن يضيفوا للبلد أي شيء جديد، سوى أنَّهم (يلهطون) جيوبنا ويوظفون أبناء جلدتهم، حتى لو اشترطنا سعوَّدة بعض الوظائف عليهم، فيما التاجر والمُستثمر السعودي أحق بالمنافسة في هذا النشاط، باستقدام ذات الطباخين المهرة، تخيَّل معي فقط أنَّ قارورة الماء التي يشتريها صاحب المطعم بأقل من نصف ريال، يبيعها على أقل تقدير بأرباح تتجاوز الـ700 % دون رقيب أو حسيب.
حديثنا هنا ليس عن الاستثمار ولا عن ممارسات وغطرسة هؤلاء في مطاعمهم، وكأنَّها مُستعمرات تابعة لهم بما يضعونه وينشرونه من ثقافات، وموسيقى، ونوعية موظفين، وسلوكهم المُختلف وغير الودُود أو المُرحِب بالزبون الجاد الباحث عن جوّدة الطعام والسعر المُعتدل، ولنطرح السؤال بصيغة أكثر بساطة، من يُحدِّد نسبة أرباح التاجر بما يحفظ للمُستهلك العدالة في السعر، يبدو هذا من أصعب الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة ؟ لم أجد إجابة شافية، فهل هذه هي طبيعة السوق الحر المُنفتح، المسؤولية تائهة هل هي تقع على (المواطن أم التاجر، وزارة التجارة أم البلدية، قانون العرض والطلب أم نتركها على الله) لا أحد يستطيع تحديد نسبة مُحدَّدة لأرباح التاجر بشكل عادل، فالأسعار تختلف من مكان لآخر، والأسباب والمعايير مجهولة وغير مُعلنة أو مُنضبطة.
هل التاجر مُلزم (نظاماً) بكشف التسعيرة الجمركية الحقيقية للبضائع المستورَّدة ونسبة أرباحه فيها، أم أنَّ هذا غير ممكن وغير منطقي، وأنَّ على الزبون تحديد احتياجاته ومعرفة الأسعار المناسبة والملائمة له مقارنة بالأسواق الأخرى، التباين الواضح في الأسعار مسألة مُحيِّرة، فالأسعار الرخيصة لا تعني دائماً بضائع وأطعمة أقل جودة، لذا أرجو ألاَّ يكون الجشع والطمع جعل (الأرباح المعقولة) غير مُرضية لكثير من تجارنا ومُستثمرينا الأجانب.
وعلى دروب الخير نلتقي.