إبراهيم عبدالله العمار
أتى الشتاء الآن، ومعه أتت تغيّرات في الحياة اليومية لبعض الناس، منهم من يمارس الرياضة لكن يقل أو يتوقف شتاءً، لاعتقاده أنّ المشي أو الهرولة أو الكرة أو أنواع أخرى من الرياضة غير مناسبة في البرد، وهذا خطأ، فالرياضة لا تتوقف منافعها مهما كان الطقس، بل إنها قد تكون أهم في الشتاء! كيف ذلك؟ أولاً إذا خرجت للرياضة شتاءً فالبس ما يدفئك، ولنرَ الآن بعض العلاقات بين الشتاء والرياضة:
- فيتامين د: أهم مصدر لفيتامين د هو أشعة الشمس، وفي الأيام العادية لن تجد صعوبة أن تحصل على أشعة الشمس، لكنها تقل في الشتاء، وهو أيضاً وقت يختبئ فيه الناس داخل البيوت، لذلك الشتاء وقت ألزم عليك فيه أن تبحث عن تلك الأشعة الهامة.
- قاوم الإنفلونزا: فترة تغيُّر الطقس هي فترة اشتعال الإنفلونزا، خاصة إذا جاء الجو البارد، والسبب ليس البرد نفسه بل فيروس الإنفلونزا الذي يفضِّل الجو البارد، وغير ذلك فالجو البارد يكبح جهاز المناعة، لذلك فأفضل مما تتسلح به ضد المرض هو الرياضة، فهي تقوي المناعة فوراً. الاستمرار هو الأفضل ويقلل فرص الإصابة بالبرد والإنفلونزا، لكن حتى التمرن قبل التعرض للفيروسات يزيد المناعة فوراً، فقبل الذهاب للأماكن التي يمكن الإصابة فيها بالمرض (العمل، طائرة، الخ) تمرن الليلة التي قبلها أو حتى صباح نفس اليوم. الذين يتريضون باستمرار قلّت لديهم الإصابة بالالتهابات الصدرية بنسبة 20%.
- هل الهواء البارد يضر الرئة؟ التمرُّن في البرد الشديد لن يجعل الرئة تتجمد كما يظن الكثير من الناس، بل هو آمن، إلا لمن لديه ربو. إذا جاء سعال فالسبب جفاف الجو وليس البرودة. التجارب أظهرت أن متطوعين ممن أصابهم سعال أصابهم نفس الشيء من هواء دافئ وجاف. وضعُ شالٍ أو قماش على الفم يرطب الهواء وإن كان يصعّب التنفس.
- اكتئاب الشتاء: هذا مسمّى لحالة تصيب بعض الناس في الشتاء، حتى ظهر لها اسم في علم النفس وهو اضطراب المشاعر الموسمي، فيميل لضيقة الصدر والشعور بعدم القيمة ويقل الاهتمام بالأنشطة والهوايات، وأقوى طريقة تقضي بها على هذا النوع من الاكتئاب: الرياضة المستمرة.
- تدفئة مجانية: الرياضة ترفع حرارة الجسم بسرعة. لا بأس من توفير القليل من تكاليف التدفئة والاستفادة الصحية في نفس الوقت!