د. صالح بكر الطيار
امتازت قيادتنا على مرّ عقود منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة من بعده بثبات واضح لا يحيد تجاه القضايا والحكومات والشعوب والمواقف مستمدين ذلك من الشريعة الإسلامية والسلام العادل لكل الدول واقفين على مسافة واحدة من الجميع بعدل ومساواة .
ونحن نعيش الرخاء في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان فغن الثبات السعودي مستمر والمواقف واحدة تجاه القضايا العربية والعالمية وسط تغيّرات في الرؤى والتوجهات طالت كل دول العالم .
لا تزال أبواق الفتنة وزمرة الخوارج تنعق من خلف الحدود في ظل مواجهتها عبر دفاع وطني متحد من كل الأطياف في الداخل ومن أبناء الوطن المخلصين في الخارج لأن ذلك أقل ما يقدمونه لوطنهم الذي يفتخرون بنهجه في كل المناسبات والمواقع .
وليعلم كل من يحاول زعزعة موقف المملكة أو استغلال الظروف والقضايا ليلصق بالسعودية الادعاءات الباطلة فإن ذلك لا يزيد بلدنا وقيادتنا إلا عزماً وحزماً للسير قدماً بخطوات ثابتة إلى حيث موقعها الدائم كنقطة ارتكاز للرأي العادل من مختلف التحديات واقفة بدعم وعون للدول الشقيقة والصديقة وفق سياسة توظّف السلم وتدحر الفتنة . عندما أعلن الرئيس الأمريكي تحويل القدس إلى عاصمة لإسرائيل وقفت السعودية ببيان مقتضب مثَّل أنموذجاً خطابياً وبياناً عالمياً صفق له العالم أجمع وليس بغريب فهي من كانت من الداعمين للقضية الفلسطينية منذ تأسيس الدولة السعودية وفي كل الحقبات التي مرت بها فلسطين وأبناؤها فإن القيادة السعودية كانت صاحبة مواقف مشرِّفة ورؤية داعمة لتوظيف السلام ومنع الظلم ومؤازرة الحق في سبيل استقرار الدولة وشعبها ناهيك عن وجود مئات الآلاف من الفلسطينيين يعملون ويعيشون منذ عقود في بلدهم الثاني السعودية وبين أشقائهم محتفى بهم ومرحب فيهم وسط علاقات أخوية سامية يسجلها التاريخ .
أما من يزايد على تاريخ مشهود فإنهم من الأعداء المارقين الساعين للفتنة ممن أحرق الحقد قلوبهم وهم يرون التطور والسيادة السعودية في كل مكان . للسعودية الفضل الكبير الذي مدته إلى كل الدول التي واجهت أزمات وتحديات في العالمين العربي والإسلامي وكانت وستظل صاحبة الوقفة الأولى والكبرى أمام أي تهديد لأمن الشعوب أو أي كارثة تحل بها مشاركة مادياً ومعنوياً لإحلال السلام وتوطيد الأخوة والتعاون وتقديم يد المساعدات بأياديها البيضاء التي تشهد بها الشعوب قبل الحكومات.
وعلينا كمواطنين في الداخل والخارج أن نعرف ونعلم ونفتخر ونتشرَّف بقيادتنا ومواقفها وأعمالها، وأن نقف صفاً واحداً ضد أي عداء وأن نكشف عن خطط مروِّجي الفتن في الخارج ممن يخطِّطون في الظلام برأي رجل واحد متكاتفتين مع قيادتنا متجهين بأنظارنا إلى المستقبل نحو غد مشرق متفرجين على قوز الظلال وأرباب الفتنة وهم يموتون بغيظهم وحقدهم.