سلطان المهوس
لاشيء -رياضيا- يجعلك تتصدر الأحداث أكثر من كونك ستلعب بنهائيات كأس العالم القادمة بروسيا ولا شيء أعظم من أنك ستلعب المباراة الافتتاحية أيضا..!!
ربما ذلك سيكون كافيا لتحقيق حلم أي مؤسسة رياضية لكن هنا الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فشراهة الرياضة والكرة السعودية ممتدة على آخرها في الداخل «تغير اتحاد الكرة- اتحادات أولمبية جديدة- قوة ارتباط بالخبرات الأجنبية المتطورة» وخليجيا «قوة الدعم للكويت» وعربيا «نقلة قادمة للاتحاد العربي» وآسيويا «رسم خطوات التأثير الفعلي» لنتساءل: ماذا يحدث بالضبط؟؟
القراءة الفاحصة لمسار الأحداث والقرارات بعد أن نال المستشار تركي آل الشيخ ثقة ملكه وولي عهده بقيادة الرياضة السعودية» السادس من سبتمبر 2017» تكشف أن العمل متسارع بشكل لايمكنك من التوقف لالتقاط أنفاسك لبناء هوية جديدة فمثل ما يرسم ولي العهد الأمين محمد بن سلمان رؤية السعودية الجديدة بدعم الملك ينسجم تركي آل الشيخ مع الأمر ذاته ليرسم الرياضة السعودية الجديدة.
من الطبيعي أن تجد بعض الخطوات والاختيارات في هذه المرحلة آراء مختلفة ومن الطبيعي جدا أن تحدث بعض الأخطاء لكن الأمر المطلوب أن نكون سعداء جدا بوجود انتفاضة حقيقية للتغيير نحو الأفضل وهو مايحتم أن يكون الهدف واحد دون الإخلال بموازين النقد للعلاج وليس لأهواء أو بسبب الصدمة التي لم يتم استيعابها..!!
سيرحل تركي آل الشيخ يوما ليخدم وطنه في قطاع آخر كحال رجالات الدولة المجندين لخدمتها لكن الرجل عازم على أن تكون الرياضة السعودية مؤثرة وقوية ومتطورة والخطر الذي يهدده -حاليا- يتمحور بمسارين وهما سباق الزمن الأمر الذي سيجعله في موقف مقلق لأن البناء يحتاج لوقت والتطوير لمراحل اختبارية والتأثير لتغلغل صامت..!!
المسار الثاني البناء المؤسسي للرياضة السعودية « مجلس ادارة الهيئة, مجلس اللجنة الاولمبية (بالطريق), إدارة العلاقات الدولية ,تغيير نمط مكاتب هيئة الرياضة بالمناطق, تحديث الأنظمة, بناء الكوادر التنفيذية»
أثق أنهما هاجسان على طاولة «تركي» لذلك يعمل دون راحة أبدا «أعان الله من يعمل معه هذه الفترة»..!!
اليوم .. المال والقوة والإرادة الوطنية العليا كلها تتجه نحو تنفيذ كافة متطلبات تطوير الرياضة السعودية لتكون ذات توهج عالمي وهذا الأمر المفرح والتاريخي يجعلنا نجتمع على أن دعم هذه المرحلة بروح حقيقية والتفكير لأبعد نقطة سيكون عاملا مساندا للنجاح الذي ننتظره بشغف بعد أن كنا كسعوديين نتفرج على من حولنا وتلك حقيقة مؤسفة جعلت من بنائنا الداخلي والخارجي جامدا لايتحرك ..!!
كم تمنيت أن تستعرض هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية خارطة المستقبل أمام وسائل الإعلام ففيها ما يدهش ويثلج الصدر ويجعلك فخورا بذلك .
لاتنتظروا من «تركي» أن لايخطئ شأنه شأن البشر , بالنسبة لي مسرور بأنه قادم «بشغف» لرفع اسم بلادنا «رياضيا» لأعلى نقطة ممكنة ومتاحة وما يحتاجه فعليا هو الرأي الصادق والنقد البناء الموضوعي لكل خطواته وتشجيعه على المضي قدما عند النجاح.
كل من استلم قيادة الرياضة السعودية صنع لنا تاريخا لن ننساه وعشنا معه كل الأفراح والأحزان من أجل «المملكة العربية السعودية» واليوم مع «تركي» لدينا وعدا بأن نكون «الأفضل» والأجمل فلنعمل معا لتحقيق ذلك..