د. أحمد الفراج
تحدثنا عن مرتزقة الإعلام شرقًا وغربًا، الذين ما أن تعثر شاة بخراسان أو ماينمار، حتى يملؤوا منصات التواصل هجوما على المملكة، إذ ما أن أعلن الرئيس ترمب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو وعد قطعه لقاعدته الشعبية، أي the evangelists، أو المسيحيين الصهاينة، وهم من أشد أنصار إسرائيل تعصبًا، من منطلق ديني بحت، حتى شنعوا على المملكة، وهي الدولة التي وقفت طوال تاريخها مع القضية الفلسطينية بالأفعال لا بالأقوال والصراخ والكلام الرخيص، كما يفعل الساسة الشعبويون، الذين يشتمون إسرائيل نهارًا، ويشربون النخب مع قادتها ليلا، وترمب سياسي دأب على تنفيذ وعوده الانتخابية، فقد نقض اتفاقية باريس للمناخ، ورفض التوقيع على تمديد الاتفاق النووي مع إيران، وهي وعود انتخابية قطعها على نفسه، ولا علاقة للمملكة بها من قريب أو بعيد.
كان أكثر من هاجم المملكة خلايا إيران ونظام الحمدين، فقد تسابق مذيعو قناة الجزيرة الاستخباراتية، الذين يعملون في قناة زارها شمعون بيريز، على النيل من بلادنا، التي لا تملك علاقة مع إسرائيل، وتجاهلوا أنهم يسكنون على بعد أمتار من ممثلية إسرائيل في الدوحة، ومعظم هؤلاء فلسطينيون، تعتبر فلسطين آخر اهتماماتهم، فهم يعيشون حياة باذخة، وشاركهم شيخ فتاوى التفخيخ، يوسف القرضاوي، الذي يبكي على تمزق العالم العربي، وهو التمزق الذي كان هو أحد أركانه، عندما رفع عقيرته، أثناء التثوير العربي، ودعا الشعوب للثورة والفوضى، وأفتى بجواز اغتيال رؤساء الدول، كما فعل مع القذافي، ويعلم أنه هو وغيره من رموز الشر هم سبب ما آلت إليه أوضاع عالمنا العربي من تشرذم وتمزق، هيأ الأرضية في نهاية المطاف للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونقول لكل هؤلاء المرتزقة، الذين يجمعهم الدولار واليورو، أن المملكة هي من وقف بكل صدق وإخلاص مع قضية فلسطين، منذ عام 1948، أو لم يقطع الملك فيصل النفط عن أمريكا لأجل فلسطين؟ وهل تعلمون أن الملك عبدالله قال للرئيس الأمريكي، بيل كلينتون بحِّدة: «للصداقة حدود»، وذلك من أجل فلسطين؟ وكاد ذلك أن يتسبب بأزمة بين البلدين، ثم إن الملك سلمان هو الذي علمنا ونحن أطفال أن نتبرع بمصروفنا ونحن فقراء، تحت شعار: «ادفع ريالا تنقذ عربيًا»، وهناك مواقف لا تحصى لحكام المملكة وشعبها، ليس هذا مجال سردها، ولكن هذه الشراذم المرتزقة لا تدرك معاني النبل والوفاء والامتنان، فهم كائنات ممسوخة، فقدت كل صلة لها بمكارم الأخلاق، وتعيش وترتزق كالريبورتات المبرمجة بلا حياء ولا خجل، والخلاصة هي أنه يثبت دومًا أن بلادنا مستهدفة، وهذا يتطلب وحدة شعبها للتصدي لشذاذ الآفاق، وهذا ما يحصل هذه الأيام من شعب المملكة للدفاع عنها، وهو أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يستمر!