«الجزيرة» - الاقتصاد:
تقود شركة التعدين العربية السعودية «معادن» مشروعا بيئيا طموحا في موقع حزم الجلاميد، الذي يحتضن أحد أهم مناجم الفوسفات للشركة بمنطقة الحدود الشمالية، تعمل من خلاله على إعادة استزراع النباتات الأصلية أشجار الرمث والسدر والتي انحسرت بفعل عوامل التصحر. يأتي ذلك تجسيدا لاهتمام الشركة بإثراء البيئة والحفاظ عليها، وفق نهج التنمية المستدامة الذي تتبعه الشركة في أعمالها ومبادراتها البيئية والاجتماعية، واتساقا مع جهود الدولة الحثيثة في الحفاظ على البيئة، وتوسيع الرقعة الزراعية، وحماية الغطاء النباتي ومناطق الغابات فيها. وتعد حزم الجلاميد من أقدم القرى شمالاً وتبعد عن مدينة عرعر نحو120 كيلو متر، واشتهرت بكونها قرية صغيرة تعد محطة لاستراحة المسافرين القادمين من منطقة الخليج والعراق والأردن إلى المملكة من الناحية الشمالية الشرقية، كما كانت في وقت سابق مقصداً لعشاق قنص الطيور التي توجد بكثافة في محمية الحرة. وارتبطت قصة التحول الكبير في تاريخ القرية بشركة معادن عند مباشرة أعمالها هناك، فقادت عدة تحولات انعكست على هذه المنطقة.. إنسانا ومكانا، لاسيما توفر الفرص الوظيفية في صناعة التعدين لشباب المنطقة؛ إيماناً منها بضرورة استمرار التنمية واستدامتها في مواقع عملها، بهدف تنمية المجتمع المحلي الذي استقبل نشاطها بكل ترحاب؛ رغبةً في مواصلة مسيرة التنمية وديمومتها. ويعمل حاليا أكثر من 300 شاب في وظائف متنوعة في منجم حزم الجلاميد للفوسفات يشكل أبناء المنطقة نسبة 97 % منهم. وتسعى «معادن» من خلال هذه التجربة المميزة معادلة تجربتها في باطن الأرض، بحيث تكون لها بصمة على سطحها أيضا؛ فقد قررت حين بدأت عملية التعدين في المنطقة تحسين الغطاء النباتي فيها؛ ليكون أفضل من السابق.