إن لكل أمة رمزًا تفتخر به وتسير على هديه وخطاه ويعتبر الرئيس حيدر علييف هو ذلك الرمز الذي يفتخر به الشعب الأذربيجاني.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وما تعرضت له أذربيجان من أزمة شديدة استطاع حيدر علييف أن يعيد لأذربيجان الجذور الأخلاقية والوطنية والدينية الإسلامية.كما أنه عمل على موازنة علاقات بلاده بين الغرب وأوروبا من جهة وبين روسيا والبلدان العربية وآسيا من جهة أخرى مع التأكيد على هوية بلده الإسلامية وقيمه الشرقية.
إن للرئيس الراحل محطات تاريخية ومواقف من سيرته لن ينساها الشعب فقد كان له إنجازات في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة التي لم تضاهيها مثلها في دول الاتحاد السوفيتي السابق كما أنه ترك بصمة واضحة بفضل افتتاحه للمراكز العلمية والثقافية وإنشاء المدن والقرى والحواضر الجديدة فقد كان مدركًا أن الثروة الحقيقية تكمن في التعليم وخاصة للشباب وكان هذا أهم أولوياته فأنشأ المعاهد والجامعات المتقدمة حتى أصبح شباب الأمس هم الآن علماء وأساتذة يساهمون في نهضة بلادهم.
وقد قام الرئيس حيدر علييف بزيارة رسمية إلى المملكة في 13 يوليو من العام 1994 تلبية لدعوة ملكها في هذا الوقت الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أدان بشدة العدوان الأرميني على أذربيجان وأثناء هذه الزيارة تم توقيع اتفاقية تعاون بين البادين في المجالات التجارية والاستثمارية والفنية والثقافية والشباب والرياضة. وقد تحقق حلم علييف في هذا الوقت بزيارة المسجد الحرام وتشريفه بدخول الكعبة المشرفة وزيارة المسجد النبوي.
توفي الرئيس حيدر علييف في عام 2003 عن عمر يناهز 80 عامًا وعلى الرغم من مرور 14 عامًا على رحيل الزعيم القومي حيدر علييف إلا أنه ما زال وسيبقى بكل أعماله وإنجازاته في ذاكرة ووعي الشعب الأذربيجاني، إن تمسك الشعب الأذربيجاني بتخليد ذكرى وفاته نابع من تعلق هذا الشعب به.
** **
راسم رضاييف - سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة