سعد بن عبدالقادر القويعي
بات الإرهاب العالمي مرتبطاً بالنظام الإيراني باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتخذ -الرئيس الأمريكي- دونالد ترامب التصدي للخطر الإيراني أولوية إستراتيجية، إلا أنه لم يذكر كيف ستفعل إدارته ذلك! كما يعتبر الإرهاب الإيراني -أيضًا- امتدادًا للحركة الشعوبية المعادية للعرب؛ حتى بلغت حدًا لا يمكن السكوت عليه؛ ولكي تتطابق الأقوال مع الأفعال، فإن من أهم المليشيات المرتبطة عقائدياً بإيران، وتجسد أذرع مشروعه التوسعي في المنطقة، هو «حزب الله اللبناني» المدرج على لائحة الإرهاب، الذي عبث في لبنان، وتتطاول على سيادته بوصفه دولة مستقلة، وعمل على تحقيق مكاسب سياسيَّة تصبّ في صالح المشروع الإيراني، بعدما أصبح ورقةً في المعادلة اللبنانية.
إن مواجهة المليشيات، والأذرع، والأدوات الإرهابية المستنسخة من إيران، ومحاصرتها، وإن كانت مدعاة بلبوس عسكري، وآخر سياسي، تختبئ خلف شعارات إصلاحية، هو في الحقيقة مواجهة لإرهاب إيران بتدخلاتها السافرة، وفي اتجاهات عدة، كنشر الفوضى، وتغذية الصراعات، وتهديد وحدة المنطقة، وتماسكها؛ ولعل البرنامج النووي الإيراني أحد أوجه عوامل تقويض الاستقرار في المنطقة؛ -ولذا- فإن العمل على خلق توازن إستراتيجي مع هذه الدولة المارقة عن القانون يستدعي مقارعة النظام الإيراني في المحافل الدولية، -إضافة- إلى ضرورة بتر أياديها الخفية، التي تتسلل على الدوام؛ لزعزعة استقرار المنطقة بما يتناسب مع مصالحها، وأطماعها الإقليمية.
إسقاط الشعب الإيراني نظام «الولي الفقيه»، الذي أضر بالشعب الإيراني نفسه كصانع أزمات؛ من أجل بقائه أصبح ضرورة، -خصوصًا- بعد أن تمكن من التغطية على أزماته الداخلية، وهدد استقرار، وأمن الخليج، والمنطقة العربية؛ باعتبار أن إيران هي مصدر الخطر على العالم؛ الأمر الذي يتوجب أن يكون هناك موقف حيال هذا الخطر، والعمل على إضعاف خياراته، وهو ما شدّد عليه بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عبر تصريح تيلرسون؛ ووفقًا لوكالة «رويترز»، عندما قال: «لا مكان، أو دور مشروعاً لأيّ مليشيات، أو عناصر مسلحة غير قوات الأمن الشرعية التابعة للدولة اللبنانية، التي يجب الاعتراف بها؛ باعتبارها السلطة الوحيدة للأمن في لبنان».
سأكتبها للتاريخ في خاتمة المطاف: أن المملكة العربية السعودية قادرة -بإذن الله- على إنهاء المشروع الإيراني في المنطقة، وستقلّم أظافرها بعد أن طالت، وستكسر سياسة ملالي قم، والتي تسير عكس حركة الحياة، ومنطق التاريخ المعاصر؛ ولأننا -اليوم- نعيش مرحلة هامة، لا تحتمل المراوغة، أو المهادنة، أو المجاملة، ولم تعد تنطلي على أحد؛ ولأن المعطيات تغيرت كثيرًا، فإن الحفاظ على أمن المنطقة، والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية، والهدامة، والتصدي للأجندات المذهبية، والطائفية، والتدخل في شؤون الدول بكل حزم، وصرامة، وعبر التنسيق المشترك أصبح حقا مشروعا. -وفي اعتقادي- أن الأمر لن يطول كثيرًا بالسماح لإيران أن تعيث فساداً في المنطقة دون حساب، أو عقاب، -لا سيما- بعد أن وزعت الأدوار على مليشياتها الإرهابية، ولعبت على عامل الزمن.