صيغة الشمري
تناقلت الأخبار المحلية- ولا أؤكد هذا الخبر- خبر وفاة موظف سعودي أصيب بجلطة في القلب نتيجة دخوله في حالة غضب شديدٍ إثر خلاف حاد حدث بينه وبين مديره في العمل، عندما رفض المدير منحه إجازة، توفي على إثرها، وقد كتبت سابقاً في هذه الزواية عن المدير السعودي وحذرت بأن أغلبهم يبحث في المقام الأول عن إشباع إحساسه بأنه مدير ومن لا يمنحه هذا الإحساس يخسف به بعيداً عن مصلحة العمل، عندما يشعر المدير بأنه صاحب السلطة على موظفيه وبأنه يعلوهم بكل شيء وليس مجرد عضو في فريق عمل يحمي حقوق موظفيه مثلما يحرص على تنفيذهم لواجباتهم يفشل في تحقيق اهداف العمل، مع أن أغلب المديرين السعوديين ليس لديه أهداف عمل واضحة ولا يعرف الوصف الوظيفي لكل موظف تحت إدارته وآخر همومه بحث سبل تطوير قدرات الموظف أو الحرص على ترقيته، هناك إهمال واضح من قبل الكثير من المنشآت على ضبط وتطوير المديرين لديهم ومتروك لهم الحبل على الغارب في أجواء من الفوضى الإدارية التي تلمحها بمجرد زيارتك لأية منشأة والحديث مع أبسط موظف فيها، كارثة كبرى أن يتوفى موظف قهراً من تصرف مدير لا يبالي بمراعاة الحالة النفسية لموظفيه في زمن تطور فيه علم الإدارة حتى وصل لدرجة الإدارة بالإحاسيس ونحن لا زلنا نقبع تحت وطأة قوانين إدارية أكل الدهر عليها وشرب، هذه الحادثة لو أنها حدثت في مجتمع آخر لما مرّت كخبر عابر في زاوية صحيفة يومية، مطلوب من الخدمة المدنية ووزارة التجارة وجميع جهة ذات علاقة بالتحرك لتجديد النسخ القديمة لنظام العمل ونظام الخدمة المدنية التي تسمح للمديرين بأن يهربوا من المسؤولية عند حدوث مثل هذه الحادثة أو حتى عندما يفشل موظف تحت إدارتهم، لابد من نص قانون يحمل المسؤولية للمدير عن كل موظف يفشل تحت إدارته، لابد من المراقبة والتفتيش والتحقق من أن كل موظف على هذه الأرض الطاهرة يعيش في جو إداري صحي ولديه مدير مؤهل وكفؤ لإدارة الناس والتحكم في أكل عيشهم، منحني القدر التجوال على عدد كبير من المنشآت الحكومية والخاصة حيث وقتها كنت أدير حملة توعية مصرفية فرصدت بعين الصحفية الكثير من الخفايا التي يجب الإسراع في تلافيها وتصحيح مسارها ضمن نظام العمل قبل استفحالها وصعوبة السيطرة عليها أهمها حماية الموظفين من تنمر المديرين الناتج عن عقد شخصية لا علاقة لها بالعمل، لا يجب أن يمر خبر وفاة موظف قهراً من مديره مرور الكرام في وقت نعيش فيه نقلة تاريخة نحو وطن نزيه ومتحضر يحارب الفساد بكل ما أوتي من قوة.