سليمان الجعيلان
في (16 أكتوبر 2015) تلقت الرياضة الخليجية صدمة قوية وضربة موجعة بعد إيقاف الرياضة الكويتية وتعليق عضوية الكويت في الاتحادات الدولية في كافة الألعاب الجماعية والفردية وتجميد مشاركة منتخبات وأندية الكويت في البطولات الرسمية والودية بسبب انقسامات داخلية وصراعات شخصية ألقت بظلالها على الرياضة الكويتية التي دفعت الثمن غالياً بالغياب عن المشاركات في البطولات الخليجية والقارية لأكثر من عامين تميزًا بالاتهامات المتبادلة والمعارك المتواصلة، وخلا من التحركات المحسوسة أو الخطوات الملموسة لإعادة رياضة الكويت للساحة الدولية من جديد حتى ظهر رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ بأخبار سارة وغرد بتغريدة مفرحة في (29 نوفمبر 2017) وبكلمات معدودة قائلاً (بإذن الله تفرح الرياضة الكويتية قريباً)، وثم أتبعها بتغريدة أخرى في اليوم نفسه كانت أكثر شرحاً وتفصيلاً عن الخطوات العملية واللقاءات الجانبية مع الشخصيات الاعتبارية الكويتية والدولية لانتزاع قرار عودة الرياضة الكويتية، وهو ما حدث بالضبط يوم الأربعاء الماضي بإعلان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو عن رفع الإيقاف رسمياً عن كرة القدم الكويتية بعد جهود وتنسيق أطراف سعودية متمثلة برئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ وكويتية ممثلة برئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ مرزوق الغانم الذي قدم نفسه كنموذج مشرف للمسؤول والرياضي الكويتي المهتم بمصالح وطنه ورياضة بلده بعيداً عن العلاقات الجانبية والمصالح الشخصية!!.. حقيقة ما حصل قبل وخلال وبعد قرار رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية في الأيام القليلة الماضية هو صورة مصغرة عن معنى الوحدة الخليجية وتجسيد حقيقي لواقع الألفة الخليجية ثمنها وقدرها وسعى لتعزيزها بكل مسؤولية ومصداقية الكبار والعقلاء في دولة الكويت الشقيقة وحاول أن يشوهها ويمزقها بعض الرياضيين والإعلاميين المحسوبين بكل أسف على الرياضة الكويتية الذين تركوا الاحتفاء والاحتفال بالقرار المهم والجوهري واتجهوا لأمور جانبية وافتعلوا قضايا هامشية وسعوا لخلق أزمة رياضية خليجية أجهضتها ووأدتها الحكمة والحنكة الإدارية لرئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ باتفاقه مع رئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ مرزوق الغانم على إقامة دورة كأس الخليج القادمة الـ23 على الأراضي الكويتية !!.. باختصار ستظل الأخوة القديمة والعلقة القوية بين الرياضيين السعوديين والكويتيين قائمة ومتينة على كافة الأصعدة وكل المستويات الرسمية والإعلامية والجماهيرية ولن يهزها أو يزعزعها تصرفات أو تصريحات وحتى تغريدات فئة محدودة ومحسوبة على الرياضة الخليجية اعتادت أن تقتات على نظرية المؤامرة واختلاق القصص الكاذبة وافتعال الأزمات الهامشية، ولكن تصدت لها الجماهير الخليجية الواعية لأهمية المحافظة على الوحدة الخليجية والرافضة للمزايدات الرخيصة على مصلحة الرياضة الخليجية، وأختم بموقف تاريخي يؤكد ويثبت مواقف القيادة الرياضية السعودية مع الرياضة الكويتية وثقه وذكره وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب السابق الأستاذ منصور الخضيري، إذ يقول (في عام 1990 كان الغزو العراقي للكويت وكان المجلس الأولمبي الآسيوي سينعقد في الصين وكان رئيسه آنذاك الشيخ فهد الأحمد -رحمه الله- وكان لابد من انتخاب رئيس جديد للمجلس الأولمبي الآسيوي بعد استشهاد الشيخ فهد الأحمد فاقترح الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - اسم الشيخ أحمد الفهد ليصبح بديلاً لوالده في رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي، ووجد هذا المقترح اعتراضاً من بعض الأعضاء بحجة أن النظام لا يسمح بأن يكون عمر الرئيس أقل من 40 عاماً ولكن أصر الأمير فيصل بن فهد على موقفه ومقترحه وطالب بتعديل النظام وبالفعل تم تعديل النظام وأصبح الشيخ أحمد الفهد رئيساً للمجلس الأولمبي الأسيوي)، انتهى الموقف الرجولي والتاريخي السعودي مع الشيخ أحمد الفهد الذي أزعم أنه يتذكر هذا الموقف جيداً وكنت أتمنى وأرجو أن يثمنه ويقدره ولكن للأسف!!.